سمحت الحكومة الإسرائيلية، الأحد، لعناصر من كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بدخول منطقة “الخط الأصفر” في قطاع غزة، برفقة فريق من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، للبحث عن جثث الأسرى الإسرائيليين، وفق ما أفادت القناة العبرية “12”.
ونقلت القناة عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الصليب الأحمر يعمل بالتنسيق مع حماس لتحديد مواقع جثث الرهائن الإسرائيليين في المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي داخل غزة، والتي يعتقد أن بعض الجثث مدفونة فيها منذ أشهر المعارك الأخيرة.
وأوضحت صحيفة جيروسالم بوست أن بعض الجثامين يرجح دفنها في منطقة “الخط الأصفر”، التي تغطي أكثر من نصف مساحة قطاع غزة، مشيرة إلى أن فرق البحث بدأت فعليا عمليات المسح الميداني بمساعدة فرق متخصصة من الصليب الأحمر.
ووفق التقارير، فقد وصل فريق الصليب الأحمر إلى مدينة رفح جنوب القطاع، للبدء بعمليات البحث في المنطقة المحددة.
تفاصيل اتفاق التبادل والبحث عن الرفات
ينص اتفاق وقف إطلاق النار الأخير بين إسرائيل وحماس على إعادة جميع الأسرى الإسرائيليين — سواء الأحياء أو الأموات — الذين كان عددهم 48 عند توقيع الاتفاق، مقابل إطلاق سراح نحو ألفي معتقل فلسطيني من السجون الإسرائيلية.
حتى الآن، أعادت حماس 15 من رفات 28 أسيرا إسرائيليا تأكد مقتلهم خلال الحرب، بينما لا تزال 13 جثة مفقودة يعتقد أنها مدفونة تحت أنقاض المنازل والمواقع المدمرة في أنحاء القطاع. وتقول الحركة إنها بحاجة إلى معدات هندسية وميدانية إضافية للوصول إلى هذه المواقع.
دور مصري في عمليات البحث
وافقت حكومة الاحتلال على طلب رسمي من القاهرة بالسماح بدخول فرق فنية ومعدات مصرية إلى غزة للمشاركة في عمليات تحديد وانتشال رفات الرهائن.
وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الفريق المصري “فريق فني بحت” مهمته تقتصر على تحديد مواقع الجثث وانتشالها، دون أي دور سياسي أو أمني.
وبحسب مصادر إسرائيلية، دخلت بالفعل فرق ومعدات مصرية عبر معبر رفح، وسط استعدادات لتسلم جثامين رهينتين إضافيتين خلال الأيام المقبلة.
ضغط أمريكي على حماس
في سياق متصل، أمهل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حركة حماس 48 ساعة لإعادة ما تبقى من جثامين المحتجزين الإسرائيليين، محذرا من “عواقب دولية” في حال لم تلتزم الحركة ببنود الاتفاق.
وتتابع واشنطن والقاهرة والدوحة تنفيذ الاتفاق عن كثب، في إطار جهود مشتركة للحفاظ على التهدئة وضمان إتمام عمليات تبادل الأسرى والبحث عن الرفات بشكل إنساني ومنظم.
وبينما ترى إسرائيل أن التعاون الميداني مع الصليب الأحمر خطوة ضرورية لإنهاء ملف المفقودين، تعتبر حماس أن العملية جزء من التزاماتها الإنسانية بموجب الاتفاق، مؤكدة أنها لا تمس بالموقف السياسي أو الميداني للحركة داخل القطاع.










