أين الضمير الإنساني؟ وأين مشاعر التضامن؟ الفاشر تئن تحت وطأة عنف لا يرحم، تشهد فصولاً من المأساة تكتب بدماء الأبرياء. قائد حماية الجيش سقط، والمراسلة الحربية آسيا رحلت، والصحفي معمر أسير في أيدي الدعم السريع، وأعداد لا تحصى من المواطنين لقوا حتفهم في مشاهد تقشعر لها الأبدان.
العالم يشاهد وكأن الأمر لا يعنيه، وكأن البشر في السودان كائنات من طبقة ثانية. الدماء تسيل والكرامة الإنسانية تداس، والمجتمع الدولي يتفرج من خلف الشاشات.
والمفاوضات؟ مسرحية هزلية تجري في قاعات واشنطن الفاخرة، بينما الفاشر تحترق. حوارات الموتى حول طاولات الأحياء، ونقاشات لا طعم لها ولا معنى.
لماذا تتحول المعاناة إلى سلعة؟ ولماذا تتحول الحرب إلى تجارة؟ دماء الشعب تروي أرض الوطن، بينما تنعم فئة قليلة بمكاسب خبيثة…!
كراسي السلطة تترنح فوق جثث الضحايا، وأصحاب النفوذ يتبارون في إطالة أمد المعاناة.
إنها لحظة نبض الحقيقة..!لحظة يكشف فيها الوضع عن الإنسان المفقود، وعن تضحيات شعب يدفع ثمن أحلام الآخرين. الفاشر لم تعد مجرد مدينة، بل أصبحت رمزاً للصمود في وجه العاصفة، وشاهداً على زمن العار.
فمتى تنتهي هذه المسرحية الدموية؟ومتى تستيقظ الضمائر الأسئلة تعلق في الهواء، والإجابات لا تزال غائبة في دهاليز السياسة المظلمة…!.
السلام
ثورة الوصول نحو مستقبل مشرق الثورة الشعبية لتحرير السودان
أمين الإعلام والإتصال
كاتب وباحث في العلاقات الأفريقية
Email: isranphoto@gmail.com











