الجيش الإسرائيلي: «تم إسقاط طائرة مسيّرة تابعة لنا».
قوات حفظ السلام: «كانت تشكل تهديداً»
إسرائيل تنهي حالة الطوارئ لأول مرة منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر، وسط تصاعد التوتر مع قوات اليونيفيل بعد إسقاط طائرة إسرائيلية في جنوب لبنان وإدانات دولية من فرنسا والاتحاد الأوروبي.
أعلنت إسرائيل رسميًا رفع حالة الطوارئ التي كانت مفروضة منذ هجوم حركة “حماس” في 7 أكتوبر 2023، لتعود البلاد إلى ما وصفته الحكومة بـ”نظام الحياة الطبيعي” لأول مرة منذ عامين، حتى في المناطق الجنوبية القريبة من قطاع غزة.
القرار، الذي أصدره وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس، جاء بناءً على توصية من الجيش الإسرائيلي (الجيش الدفاعي)، في ظل الهدنة المستمرة منذ 10 أكتوبر الجاري، والتي تهدف إلى إعادة الاستقرار للمدن الواقعة على بعد 80 كيلومتراً من حدود القطاع. ومع ذلك، لا تزال الهدنة هشة، إذ تؤكد مصادر فلسطينية أن القوات الإسرائيلية تنفذ “غارات محدودة” في غزة، أسفرت عن 93 قتيلاً و337 جريحاً منذ بدء وقف إطلاق النار، وفق بيانات وكالة “وفا”.
ملف الأسرى: هدوء هش ومفاوضات بطيئة
ينص الاتفاق المبرم على أساس الخطة الأميركية التي طرحها دونالد ترامب على استعادة جميع الأسرى الإسرائيليين لدى “حماس”، والبالغ عددهم 28 شخصاً. حتى الآن، تم الإفراج عن 20 أسيراً أحياء، فيما تستمر عملية تسليم جثامين القتلى ببطء شديد. وأعلنت حماس تسليم الجثمان السادس عشر، مؤكدة أن التأخير سببه صعوبة انتشال الجثث من تحت أنقاض غزة.
من جانبها، تصر إسرائيل على أن الحركة “تعرف جيداً مواقع الجثث”، في حين سمحت القوات الإسرائيلية لفرق البحث بتجاوز “الخط الأصفر” لتحديد أماكن الأسرى تحت إشراف الجيش. وأكدت المتحدثة باسم الحكومة، شوش بيدروسيان، أن فرق البحث تعمل بدقة “تحت إشراف عسكري مباشر”.
أما عائلات الأسرى، فقد طالبت الحكومة بعدم المضي في المرحلة الثانية من خطة ترامب قبل استعادة جميع الأسرى، معتبرين أي تقدم دون تحقيق ذلك “خيانة وطنية”.
إشتيباك بين الجيش الإسرائيلي وقوات الأمم المتحدة في الجنوب
في الجنوب اللبناني، قُتل شخصان في غارة إسرائيلية وُصفا بأنهما “عنصران من حزب الله”، فيما تصاعد التوتر بين الجيش الإسرائيلي وقوات اليونيفيل التابعة للأمم المتحدة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن قوات الأمم المتحدة أسقطت طائرة مسيّرة إسرائيلية كانت في “مهمة استطلاع روتينية” قرب بلدة كفر كيلا.
وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي، نيداف شوشاني، إن “التحقيقات الأولية تشير إلى أن عناصر من اليونيفيل أطلقوا النار عمداً على الطائرة”، نافياً أن تكون شكّلت أي تهديد. لكن رواية اليونيفيل كانت مختلفة، إذ أكدت أن الطائرة “حلّقت بشكل عدواني فوق دورية أممية”، ما دفعها لاستخدام “إجراءات دفاعية لازمة لإسقاطها”.
وأضاف البيان الأممي أن طائرة إسرائيلية أخرى اقتربت من المكان وأطلقت قنبلة يدوية باتجاه الدورية، تلاها قصف من دبابة إسرائيلية، من دون وقوع إصابات بين قوات حفظ السلام.
ردود فعل دولية غاضبة
أدان وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني الحادث قائلاً:
“يجب تجنّب تصعيد الحوادث إلى مواجهات مباشرة، لكن سلامة جنودنا خط أحمر”.
من جهتها، فرنسا وصفت القصف الإسرائيلي بأنه “عمل غير مقبول”، مؤكدة على ضرورة حماية قوات الأمم المتحدة ومرافقها. كما أصدرت الاتحاد الأوروبي بيانًا شديد اللهجة، دعا فيه إسرائيل إلى الانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية والالتزام بوقف إطلاق النار الموقع في نوفمبر 2024، محذرًا من تكرار هذه الحوادث.
وهكذا، وبينما تحاول إسرائيل إنهاء حالة الطوارئ داخليًا وإعادة الحياة إلى طبيعتها، يبدو أن جبهتها الشمالية تقترب من مرحلة غليان جديدة قد تهدد استقرار المنطقة بأسرها.










