الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يلتقي رئيسة الوزراء اليابانية سناي تاكاييتشي في طوكيو لإطلاق “عصر ذهبي جديد” للعلاقات بين واشنطن وطوكيو، مع اتفاقات دفاعية واقتصادية ضخمة وترشيح محتمل لترامب لجائزة نوبل للسلام.
في مشهد يعيد رسم ملامح التحالفات العالمية في آسيا، التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم في طوكيو رئيسة الوزراء اليابانية الجديدة سناي تاكاييتشي، في أول لقاء رسمي بينهما، حيث أكد الجانبان عزمهما على تدشين مرحلة جديدة من “العصر الذهبي” للعلاقات الثنائية بين واشنطن وطوكيو.
وخلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب الاجتماع، وصفت تاكاييتشي – وهي أول امرأة تتولى رئاسة الحكومة في تاريخ اليابان – تحالف بلادها مع الولايات المتحدة بأنه “الأقوى والأعظم في العالم”، مشيدةً بما وصفته بـ”الدور التاريخي” الذي لعبه ترامب في تحقيق السلام في الشرق الأوسط وحل الأزمة بين تايلاند وكمبوديا، معتبرة ذلك “إنجازًا غير مسبوق في الدبلوماسية الحديثة”.
وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء اليابانية كيودو عن مصدر حكومي، تعتزم تاكاييتشي الانضمام إلى قائمة القادة العالميين الذين سيرشحون ترامب لجائزة نوبل للسلام.
من جانبه، أكد ترامب أنه يكنّ “حبًا واحترامًا كبيرين لليابان”، متعهدًا بأن تكون العلاقات بين البلدين “أقوى من أي وقت مضى”، مضيفًا بلهجة واثقة: «كلما احتاجت اليابان إلى شيء، سنكون هناك».
التحالف الأمني في مواجهة الصين وكوريا الشمالية
تصدر ملف الأمن الإقليمي أجندة المحادثات بين الزعيمين، في ظل تصاعد التوتر في شرق آسيا. وأكد الجانبان أهمية تعزيز قدرات الردع والتنسيق الدفاعي لمواجهة التحديات المتزايدة التي تمثلها الصين وكوريا الشمالية، في وقت تضغط فيه واشنطن على حلفائها لزيادة الإنفاق العسكري.
وأعلنت تاكاييتشي التزامها برفع الإنفاق الدفاعي إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول مارس المقبل، أي قبل عامين من الموعد الذي حدده سلفها. وتُعرف رئيسة الوزراء الجديدة بميولها القومية المحافظة، وبكونها الوريثة السياسية للزعيم الراحل شينزو آبي، إذ تسعى لإحياء علاقته الوثيقة بترامب وبناء تحالف شخصي مشابه.
شراكة اقتصادية بقيمة 550 مليار دولار
على الصعيد الاقتصادي، أعلن الجانبان المضي قدمًا في اتفاق تجاري ضخم تم التوصل إليه في يوليو الماضي، يتضمن استثمارات يابانية بقيمة 550 مليار دولار في قطاعات استراتيجية أمريكية تشمل أشباه الموصلات والمعادن النادرة وبناء السفن، مقابل خفض واشنطن الرسوم الجمركية على السيارات والمنتجات اليابانية من 27.5% إلى 15%.
كما وقّع الطرفان اتفاقًا جديدًا لتبسيط سلاسل التوريد الخاصة بالمعادن الحيوية مثل العناصر الأرضية النادرة، إلى جانب مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، والذكاء الاصطناعي، والصناعات البحرية.
لفتة إنسانية ورسائل رمزية
في بادرة رمزية، التقى ترامب بعد المحادثات الرسمية عائلات ضحايا اليابانيين الذين اختطفتهم كوريا الشمالية خلال السبعينيات والثمانينيات، متعهدًا بـ”التدخل الشخصي” لحل هذا الملف الإنساني الشائك.
ومن المقرر أن يختتم ترامب زيارته لليابان بجولة في القاعدة البحرية الأمريكية في يوكوسوكا برفقة تاكاييتشي، حيث سيصعدان معًا على متن حاملة الطائرات جورج واشنطن – في مشهد يعكس قوة التحالف العسكري بين البلدين ورسالة واضحة إلى بكين وبيونغ يانغ.
اللقاء لم يكن مجرد مجاملة دبلوماسية، بل إعادة رسم لمحور القوة في شرق آسيا. تاكاييتشي تراهن على التحالف الأمريكي لتثبيت مكانتها الداخلية وسط تصاعد القلق من الصين، بينما يستغل ترامب هذه الجولة لتقديم نفسه مجددًا كـ”صانع سلام عالمي” قبيل الانتخابات المقبلة – وربما كمرشح جديد لـ”نوبل” بملامح يابانية.










