ترامب يؤكد تمسكه باتفاق وقف إطلاق النار في غزة رغم الغارات الإسرائيلية التي قتلت أكثر من 100 فلسطيني، بينهم عشرات الأطفال، بينما تتبادل إسرائيل وحماس الاتهامات بانتهاك الهدنة.
في مشهد يختزل تناقضات السياسة الأمريكية تجاه الصراع في الشرق الأوسط، أصرّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة “لا يزال قائماً”، رغم الغارات الإسرائيلية العنيفة التي أودت بحياة أكثر من مئة فلسطيني خلال ليلة واحدة، وفقاً لوزارة الصحة في القطاع.
وأكد ترامب، خلال حديثه للصحفيين على متن طائرته الرئاسية، أن إسرائيل كانت “محقة في الرد” بعد مقتل جندي إسرائيلي في اشتباك بمدينة رفح. وقال: “كما فهمت، تمت مهاجمة جندي إسرائيلي، ولذلك ردّت إسرائيل، ومن الطبيعي أن تردّ في مثل هذه الحالات”، مضيفاً أن ذلك لن يهدد الهدنة التي ترعاها واشنطن.

في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي أن الجندي القتيل هو الرقيب أول يونا إفرايم فيلدباوم (37 عاماً)، مؤكداً أن وحدات إسرائيلية كانت تتعرض لهجمات متكررة أثناء تنفيذ عمليات لتدمير أنفاق وبنى تحتية تابعة لحماس في رفح.
لكنّ حركة حماس سارعت إلى نفي مسؤوليتها عن الحادث، متهمةً إسرائيل بـ”انتهاك صارخ لاتفاق وقف إطلاق النار”. وقالت الحركة في بيانها: “الغارات الإسرائيلية العنيفة على مختلف مناطق القطاع تمثل خرقاً واضحاً للهدنة، وعلى الوسطاء التحرك لوقف العدوان فوراً”.
من جانبها، أعلن الجيش الإسرائيلي (IDF) أنه بدأ “إعادة فرض” اتفاق الهدنة بعد تنفيذ غارات استهدفت “30 عنصراً إرهابياً في مواقع قيادية داخل غزة”، بحسب وصفه.

وجاءت هذه التطورات بعد أن أمر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشن “ضربات قوية” على غزة، إثر اكتشاف أن تابوتاً سلمته حماس في إطار تبادل الرفات لا يعود إلى رهينة جديدة، بل إلى أوفير تسرفاتي الذي عُثر على جثمانه عام 2023. وزعم الجيش الإسرائيلي أن حماس “تلاعبت بالمشاهد لتصوير عملية تسليم مزيفة”.
المستشفيات في غزة بدت عاجزة أمام حجم الكارثة. فقد أعلن مستشفى الأقصى في دير البلح عن وصول عشر جثث بينها نساء وأطفال، فيما استقبل مستشفى العودة ثلاثين جثة أخرى، بينهم 14 طفلاً. أما مستشفى ناصر في خانيونس، فأكد استقبال عشرين جثة بينهم 13 طفلاً، في خمس غارات متتالية.
ورغم فداحة المشهد الإنساني، اكتفى البيت الأبيض بالتأكيد على أن إسرائيل “أبلغت الولايات المتحدة مسبقاً” بنيّتها تنفيذ الضربات، وفق ما نقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤولين أمريكيين رفضوا كشف هويتهم.










