أفادت مصادر أمريكية استخبارية بأن الإمارات العربية المتحدة كثفت خلال العام الحالي إمداداتها من الأسلحة لقوات الدعم السريع في السودان، الميليشيات التي يقودها محمد حمدان دقلو المعروف باسم “حميدتي”، والتي تشارك في النزاع الأهلي مع الجيش السوداني منذ أبريل 2023.
وأوضحت عدة تقارير، بينها تقارير أعدتها وكالة استخبارات الدفاع (DIA) وفرع الاستخبارات التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، أن الأسلحة المرسلة تشمل “طائرات مسيرة صينية متطورة”، بالإضافة إلى أسلحة خفيفة وثقيلة، ومركبات عسكرية، وأنظمة مدفعية، ومدافع هاون، وذخيرة.
وأظهرت المصادر أن وكالات الاستخبارات الأمريكية لاحظت منذ ربيع العام الماضي زيادة ملحوظة في الإمدادات العسكرية الإماراتية لقوات الدعم السريع، ما أثار استياء السلطات الأمريكية، فيما انتهت الجولة الأخيرة من المحادثات التي نظمتها واشنطن لمحاولة التوصل إلى وقف لإطلاق النار يوم الجمعة الماضي دون نتائج.
كما أكدت تقارير إضافية من مسؤولين أوروبيين وليبيين ومصريين زيادة الإمدادات العسكرية الإماراتية للميليشيات، فيما نفت وزارة الخارجية الإماراتية ومسؤولون في قوات الدعم السريع صحة هذه التقارير.
وفي تقرير استقصائي بثته قناة “سكاي نيوز” البريطانية، ورد اعتراف سري من ضابط استخبارات في قوات الدعم السريع أكد فيه أن الإمارات باتت الجهة الرئيسية التي تدعم الميليشيات حاليا، بدلا من الدعم السابق من روسيا و”فاغنر”.
وأوضح الضابط أن العلاقة مع أبوظبي “مالية بحتة” نظرا لسيطرة قوات الدعم السريع على مناجم الذهب في دارفور، بينما تعد الإمارات مركزا عالميا لتجارة الذهب.
وتدعم إفادات قائد الاستخبارات في قوات المهام المشتركة (المتحالفة مع الجيش السوداني) المعلومات، موضحا أن الأسلحة تأتي من الإمارات، وأن تشاد تعمل فقط كممر لوجستي لهذه الإمدادات، مع استخدام ممرات عبر تشاد مثل معبر أدري ومطار أمجريس لإيصال المعدات إلى قواعد قوات الدعم السريع مثل مدينة زروق.
وأظهرت الأدلة المادية المصادرة خلال حصار الفاشر أن آليات مدرعة استخدمت من قبل قوات الدعم السريع صممت من قبل شركة مقرها الإمارات، فيما وثق مركز “AfriMEOSINT” ما لا يقل عن 86 رحلة جوية متجهة من الإمارات إلى مطار أمجراس بحلول ديسمبر 2024.
وذكر التقرير أن الدعم الإماراتي المستمر مكن قوات الدعم السريع من تشديد حصارها على الفاشر وتنفيذ “سياسة الأرض المحروقة”، ما أدى إلى حرق عشرات القرى وقتل المدنيين، مع إجبار الناجين على الفرار. وأكد شاهد عيان: “لقد قتلوا الناس وأحرقوا 49 قرية. لم يتركوا لنا أي شيء… كانوا يطلبون منا أن نغادر: هذا ليس بلدكم.”
وفي الوقت نفسه، نفت وزارة الخارجية الإماراتية صحة هذه الادعاءات، ووصفتها بأنها “لا أساس لها ودعاية متعمدة” صادرة عن “سلطة بورتسودان” (الحكومة السودانية).
وتستمر قوات الدعم السريع في استخدام أسلحة متطورة وطائرات مسيرة لمهاجمة الجيش السوداني والمدنيين في دارفور، مع تصاعد العمليات العسكرية في مختلف أنحاء البلاد.










