91 قتيلًا بينهم 30 طفلًا في غارات إسرائيلية على غزة بأوامر من نتنياهو بعد اتهام حماس بانتهاك الهدنة، وترامب يؤكد أن وقف إطلاق النار ما زال صامدًا رغم التصعيد الدامي.
استيقظ قطاع غزة، فجر اليوم الأربعاء، على ليلة من الدم والنار، بعدما شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة من الغارات المكثفة على مناطق متفرقة من القطاع، أسفرت عن 91 قتيلًا، بينهم 30 طفلًا، وفق ما أعلنت وكالة الأنباء الفلسطينية وفا.
وذكرت الوكالة أن القصف الإسرائيلي طال مدينة غزة ودير البلح في وسط القطاع، وخان يونس ورفح في الجنوب، ما أدى إلى سقوط العشرات بين قتيل وجريح، وتدمير واسع في الأحياء السكنية. وأضافت أن 31 شخصًا قتلوا في شمال القطاع، و42 في الوسط، و18 في الجنوب، من بينهم 5 في قصف استهدف سيارة مدنية بخان يونس، و18 آخرين في مخيم النصيرات.
الهجمات الجديدة جاءت بعد ساعات من إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمره بشن “غارات قوية وفورية” ضد مواقع حركة حماس في رفح، ردًا على ما وصفه بـ“انتهاك جسيم للهدنة” عقب مقتل جندي إسرائيلي.
وقال مكتب نتنياهو في بيان إن القرار اتُّخذ بعد مشاورات أمنية مكثفة، وإن “إسرائيل لن تتهاون مع أي خرق للاتفاق”.

وذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل أن وحدات من الجيش الإسرائيلي المتمركزة في رفح تعرضت لإطلاق نار من مقاتلين فلسطينيين، ما دفعها للردّ بقصف مدفعي وجوي واسع. ويُعد هذا التصعيد الأول من نوعه منذ دخول اتفاق الهدنة حيز التنفيذ قبل ثلاثة أسابيع بوساطة من الولايات المتحدة ومصر وقطر، والذي تضمّن تبادل الأسرى والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.
من جانبها، قالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، إنها قررت تأجيل تسليم جثمان أحد الرهائن الإسرائيليين بسبب “الانتهاكات المتكررة للاحتلال”، مؤكدة أن “التصعيد الإسرائيلي سيؤخر عمليات البحث عن جثامين الأسرى”.
بينما اتهم الجيش الإسرائيلي الحركة بأنها “لفّقت مشهدًا مزيفًا أمام ممثلي الصليب الأحمر” حول اكتشاف جثة رهينة، ونشر تسجيلًا مصورًا قال إنه يثبت “عملية التمثيل”. وأوضح المتحدث باسم الجيش أن “حماس تحاول التلاعب بالرأي العام الدولي”.
ترامب: “الإسرائيليون كان عليهم أن يردوا”
في خضم التصعيد، حاول الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهدئة المخاوف بشأن مصير الهدنة، مؤكدًا أن “وقف إطلاق النار لا يزال صامدًا رغم الغارات”.
وفي تصريحات من على متن طائرة إير فورس وان خلال توجهه إلى كوريا الجنوبية، قال ترامب:
“لقد قتلوا جنديًا إسرائيليًا، والإسرائيليون ردّوا، وكان عليهم أن يردوا. هذا طبيعي، وعندما يحدث ذلك يجب الرد. لكن هذا لا يعني أن الهدنة في خطر.”
وأضاف ترامب أن “حماس تمثل جزءًا صغيرًا من معادلة السلام في الشرق الأوسط، ويجب أن تتصرف بمسؤولية”، مشيرًا إلى أن واشنطن “تواصل التنسيق مع القاهرة والدوحة لتثبيت الهدنة وضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة”.
بدوره، صرّح نائب الرئيس الأميركي جيمس ديفيد فانس أن “التوقف المؤقت للقتال ما زال قائمًا رغم المناوشات”، مضيفًا أن “الولايات المتحدة تراقب الأوضاع عن كثب لضمان عدم انهيار الاتفاق”.
الجيش الإسرائيلي: “الحرب لم تنته بعد”
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير في تصريحات نقلتها تايمز أوف إسرائيل إن “إسرائيل لن تصمت أمام خروقات حماس”، مضيفًا:
“هذه منظمة قائمة على الإرهاب والخداع، وإذا لم تحترم التزاماتها بإعادة جثامين الرهائن، فستتحمل المسؤولية وستدفع الثمن.”
وأضاف زامير أن “الحرب لم تنته بعد، والجيش سيواصل عملياته حتى تحقيق أهدافه بالكامل”، معتبرًا أن “ردع حماس واجب أخلاقي وأمني”.
تحذيرات من انهيار الهدنة
ويخشى مراقبون من أن تؤدي هذه التطورات إلى انهيار كامل لاتفاق وقف إطلاق النار، خصوصًا في ظل استمرار سقوط الضحايا واستهداف المناطق المدنية.
وتشير تقارير إنسانية إلى أن القطاع يعيش أوضاعًا كارثية مع انقطاع الإمدادات الطبية والغذائية وصعوبة وصول المساعدات.
ويبدو أن الأيام المقبلة ستحمل اختبارًا حقيقيًا لصمود الهدنة التي رعتها واشنطن والقاهرة والدوحة، في ظل تصاعد التوتر وغياب الثقة بين الجانبين.










