الكونغرس الأمريكي يطالب بتصنيف قوات الدعم السريع السودانية إرهابية بعد سيطرتها على الفاشر وارتكابها انتهاكات وجرائم إبادة جماعية ضد المدنيين.

دعا عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي إلى اتخاذ موقف صارم من قبل إدارة الرئيس دونالد ترامب بعد سيطرة قوات الدعم السريع السودانية شبه العسكرية على مناطق جديدة في البلاد، وسط تقارير عن انتهاكات جسيمة ضد المدنيين.
وطالب السناتور الجمهوري جيم ريش من ولاية آيداهو، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، بتصنيف الولايات المتحدة لقوات الدعم السريع رسميًا كمنظمة إرهابية أجنبية. وقال ريش في بيان على منصة “إكس”: “الفظائع التي وقعت في الفاشر في دارفور لم تكن بالخطأ، بل كانت جزءًا من خطة قوات الدعم السريع منذ البداية. هذه القوات تمارس الإرهاب وترتكب فظائع لا توصف، من بينها الإبادة الجماعية ضد الشعب السوداني. يجب أن نسمّي قوات الدعم السريع بما هي عليه ونعترف بها رسميًا كمنظمة إرهابية.”
وأشارت السناتور الديمقراطية جين شاهين من ولاية نيو هامبشير، إحدى أبرز أعضاء اللجنة، إلى أنها على الأرجح ستدعم مثل هذا التصنيف، لكنها أكدت ضرورة دراسة المسألة بعناية. كما انتقدت شاهين دور الإمارات العربية المتحدة، التي يتهمها الجيش السوداني بدعم قوات الدعم السريع عسكريًا، وهو ما تنفيه أبوظبي، قائلة: “الإمارات طرف غير مسؤول ساهم في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية التي يشهدها العالم حاليًا.”


وتجدر الإشارة إلى أن الحرب في السودان اندلعت في أبريل 2023 نتيجة خلاف بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حول دمج قواتهما خلال فترة الانتقال إلى الديمقراطية. وأسفرت المواجهات عن موجة من العنف العرقي وأسوأ أزمة إنسانية شهدها العالم، حيث نزح حوالي 13 مليون شخص وفقد عشرات الآلاف حياتهم.
ووفقًا للتقارير، سيطرت قوات الدعم السريع مؤخرًا على مدينة الفاشر، آخر المعاقل الكبيرة للجيش السوداني في دارفور، بعد حصار استمر 18 شهرًا، مما عزز سيطرتها على المنطقة. وقد حذرت جماعات الإغاثة والنشطاء من احتمال وقوع هجمات انتقامية بدوافع عرقية، خصوصًا أن العديد من المقاتلين التابعين للجيش كانوا من قبيلة الزغاوة.
ولم ترد وزارة الخارجية الأمريكية بعد على طلب التعليق بشأن التصنيف المحتمل لقوات الدعم السريع. بينما سبق لإدارة الرئيس السابق جو بايدن أن خلصت إلى أن بعض عناصر قوات الدعم السريع والجماعات المسلحة المتحالفة معها ارتكبوا إبادة جماعية، وفرضت عقوبات على قائدها محمد حمدان دقلو المعروف باسم “حميدتي”.
ونفت قوات الدعم السريع جميع الاتهامات المتعلقة بإلحاق الأذى بالمدنيين.










