تستمر الاحتجاجات في تنزانيا مع اشتعال النيران في الشوارع وتحدي المواطنين لحظر التجوال في دار السلام، في أعقاب الانتخابات الهزلية التي أجرتها الرئيسة التنزانية سامية سولوهو حسن.
ولا يزال الوضع الأمني في تنزانيا متوترًا للغاية بعد اندلاع احتجاجات واسعة ضد الحكومة، على خلفية الانتخابات العامة التي جرت وسط غياب أبرز وجوه المعارضة.
ورغم فرض حظر التجوال الليلي في العاصمة الاقتصادية دار السلام وعدد من المدن الكبرى، فقد استمرت المظاهرات المناهضة للحكومة، وسط تقارير عن اشتباكات مع قوات الأمن واعتقالات واسعة.
حظر التجوال لا يوقف التظاهرات
فرضت الشرطة التنزانية حظر تجوال شاملًا مساء أمس، في محاولة لاحتواء الاحتجاجات التي تصاعدت مع إغلاق مراكز الاقتراع. إلا أن الاحتجاجات استمرت في دار السلام وأروشا ومبيا، حيث أُضرمت النيران في مركز للشرطة وعدة مركبات حكومية.
وأفاد شهود عيان بأن قوات الأمن أطلقت النار في الهواء لتفريق المتظاهرين الذين رددوا شعارات تطالب بـ”انتخابات حرة ونزيهة”، بينما لم تُعلن السلطات رسميًا عن عدد الإصابات أو القتلى.
قائد الشرطة كاميلوس وامبورا صرّح بأن “القوات ستبقى في الشوارع للكشف عن أي مخالفين”، مؤكدًا أن أي أعمال شغب ستواجه بـ”صفر تسامح”.
وأفاد شهود عيان بأن قوات الأمن أطلقت النار في الهواء لتفريق المتظاهرين الذين رددوا شعارات تطالب بـ”انتخابات حرة ونزيهة”، بينما لم تُعلن السلطات رسميًا عن عدد الإصابات أو القتلى.
قائد الشرطة كاميلوس وامبورا صرّح بأن “القوات ستبقى في الشوارع للكشف عن أي مخالفين”، مؤكدًا أن أي أعمال شغب ستواجه بـ”صفر تسامح”.
السفارات تغلق وتُصدر تحذيرات
بالتوازي، أصدرت عدة سفارات أجنبية في دار السلام تحذيرات أمنية عاجلة، أبرزها السفارة الأمريكية التي دعت موظفيها إلى “الاحتماء في مقار إقامتهم” وتجنّب التنقل في المدينة.
كما أغلقت بعض البعثات الدبلوماسية أبوابها مؤقتًا بسبب انقطاع الإنترنت والاتصالات، الذي طال مناطق واسعة من البلاد منذ صباح يوم الانتخابات.
انتخابات بلا معارضة
تأتي هذه الاضطرابات بعد إجراء انتخابات عامة خالٍ تقريبًا من أي مرشحين معارضين بارزين. إذ غابت أحزاب المعارضة الرئيسية عن السباق، بعد اعتقال أو استبعاد قادتها.
فقد أعلن حزب الديمقراطية والتنمية (تشاديما) مقاطعة الانتخابات احتجاجًا على اعتقال زعيمه توندو ليسو، بينما استُبعد لوهاغا مبينا، مرشح حزب التحالف من أجل التغيير والشفافية (ACT-Wazalendo)، من قبل اللجنة الانتخابية.
ونتيجة لذلك، يُتوقع أن تفوز الرئيسة سامية سولوهو حسن بولاية جديدة دون منافسة حقيقية، في انتخابات يصفها مراقبون بأنها “صورية”. وقد دُعي أكثر من 37 مليون ناخب للإدلاء بأصواتهم لتجديد البرلمان والمجالس الإقليمية، وسط إقبال ضعيف للغاية.
تصاعد التوتر السياسي
تولت سامية سولوهو حسن رئاسة البلاد عام 2021 بعد وفاة الرئيس جون ماغوفولي المفاجئة، متعهدة حينها بالإصلاح والوحدة الوطنية. إلا أن منظمات حقوقية محلية ودولية تتهم حكومتها اليوم بـ”تراجع الحريات” و”قمع المعارضة”.
ففي أغسطس 2024، اعتُقل أكثر من 400 ناشط سياسي خلال مظاهرات دعا إليها حزب “تشاديما” عقب مقتل أحد قيادييه في ظروف غامضة.
قضية توندو ليسو، الذي يواجه تهمة الخيانة وقد تصل عقوبتها إلى الإعدام، أصبحت رمزًا لصراع المعارضة مع الحكومة. وكان ليسو قد نجا عام 2017 من محاولة اغتيال في دودوما، وأُعيد اعتقاله عام 2023 بعد عودته من المنفى في بلجيكا.
مراقبون دوليون وتحذيرات من الانزلاق
أعرب مراقبون من الاتحاد الأفريقي ومجموعة شرق أفريقيا عن قلقهم من تصاعد أعمال العنف، مشيرين إلى أن الوضع في تنزانيا “قد يهدد استقرار المنطقة بأكملها” إذا لم تُفتح قنوات الحوار السياسي.
في المقابل، تواصل الحكومة الدفاع عن موقفها، معتبرة أن الانتخابات “جرت وفق القانون” وأن الاحتجاجات “مدفوعة من جهات خارجية”.
تبدو تنزانيا اليوم على مفترق طرق سياسي حاد: انتخابات بلا منافسة، احتجاجات متصاعدة، وانقطاع للاتصالات يثير مخاوف من مزيد من التصعيد.
ومع تزايد التحذيرات الدولية ودعوات السفارات لمغادرة رعاياها، تبقى البلاد في حالة توتر مفتوح، بينما ينتظر التنزانيون معرفة ما إذا كانت السلطات ستتجه نحو الحوار أم نحو مزيد من القمع.










