باكستان وأفغانستان تستأنفان محادثات السلام في إسطنبول بعد انهيار الجولة السابقة وتصاعد التوترات الحدودية، مع استمرار الوساطة التركية والقطرية للحفاظ على وقف إطلاق النار ومنع تجدد الاشتباكات.
استأنفت باكستان وأفغانستان اليوم الخميس محادثات السلام في إسطنبول، بعد أيام من انهيار الحوار بين البلدين وتصاعد التوترات على الحدود، بحسب مسؤولين أفغان وباكستانيين. تأتي هذه الجولة الجديدة من المفاوضات بوساطة تركيا وقطر، في محاولة للحفاظ على وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه سابقًا ولمنع تجدد الاشتباكات التي أودت بحياة العشرات من الجنود والمدنيين.
وقال وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف لقناة Geo News إن قرار منح الحوار فرصة جديدة جاء بناءً على طلب الوسيطتين، وإن الوفد الباكستاني طُلب منه البقاء في إسطنبول بعد أن كان مقرراً عودته يوم الأربعاء.
ويأتي استئناف المحادثات بعد أسبوعين من الاشتباكات العنيفة على طول الحدود التي تمتد لأكثر من 2600 كيلومتر، إثر قيام باكستان بشن غارات جوية على مواقع في أفغانستان، مستهدفة زعيم حركة طالبان باكستان (TTP). وردت حكومة طالبان بشن هجمات على مواقع عسكرية باكستانية، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى من الجانبين.
وأكدت مصادر مطلعة أن المحادثات تهدف إلى الوصول إلى اتفاق أوسع لتخفيف التوترات الحدودية، مع التركيز على مطلب باكستان الرئيسي بأن تتخذ أفغانستان إجراءات واضحة وفعالة وقابلة للتحقق ضد الجماعات المسلحة التي تنطلق من أراضيها لشن هجمات على باكستان، وعلى رأسها حركة طالبان باكستان.
وذكرت المصادر أن الوفد الأفغاني كان يستشير السلطات في كابول بشكل مستمر خلال المفاوضات، بينما قدمت باكستان أدلة على الهجمات عبر الحدود، مؤكدة أن موقفها “منطقي وعادل” كما أقر بذلك حتى البلدان الوسيطة.
على الصعيد الميداني، بقي وقف إطلاق النار قائمًا نسبيًا هذا الأسبوع، ولم تُسجل أي اشتباكات جديدة، إلا أن المعابر الحدودية الرئيسة لا تزال مغلقة، مما أدى إلى توقف مئات الشاحنات المحملة بالبضائع واللاجئين على الجانبين، وتأثر التجارة الإقليمية بشكل كبير.
وتعد هذه الجولة الثالثة من المفاوضات التي تستضيفها تركيا، بعد جولة أولى في الدوحة في 19 أكتوبر، والتي أسفرت عن اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار. وقالت وسائل إعلام أفغانية وباكستانية إن معظم القضايا بين الطرفين تم حلها بشكل سلمي، فيما تبقى بعض المطالب الباكستانية بحاجة لمزيد من الوقت لصعوبتها.

وتشهد المناطق الحدودية بين البلدين حالة من التوتر منذ عقود، خاصة بعد أن أصبحت باكستان خطًا أماميًا في الحرب ضد الاتحاد السوفيتي في أفغانستان عام 1979، مع استمرار تهديدات الجماعات المسلحة، والتي ازدادت منذ تولي طالبان السلطة في كابول عام 2021.
ويُنتظر أن تستمر المحادثات حتى نهاية الأسبوع، مع توقع صدور بيان مشترك يوضح نتائج الجولة الجديدة ويحدد الخطوات المقبلة للحفاظ على السلام والاستقرار على الحدود.










