تشهد الساحة الفنية المصرية واحدة من أكثر الأزمات إثارة للجدل في الآونة الأخيرة، بعد انتشار تقارير حول تسريب فيديو خاص للفنانة رحمة محسن (32 عامًا)، المعروفة بأغانيها الشعبية وأدوارها التلفزيونية، أبرزها دورها المنتظر في مسلسل “علي كلاي” مع النجم أحمد العوضي.
الأزمة، التي بدأت بتسريب مقطع واحد، تحولت سريعًا إلى قضية ابتزاز رقمية معقدة تتداخل فيها الجوانب القانونية والاجتماعية، وسط محاولات مكثفة لمنع انتشار مزيد من المواد المسروقة.
خلفية الأزمة
تشير وثائق رسمية مسرّبة إلى أن رحمة محسن كانت متزوجة عرفيًا من رجل أعمال مصري بارز في مجال التطوير العقاري، يُشار إليه إعلاميًا باسم “أحمد ف.”، وذلك في أواخر عام 2023.
الزواج استمر قرابة أربعة أشهر قبل أن ينتهي رسميًا إثر خلافات حول إعلان العلاقة للعلن، وهو ما رفضه الزوج السابق حفاظًا على مكانته المهنية.
بداية الابتزاز
بعد الانفصال، اتهمت رحمة زوجها السابق بتصويرها سرًا خلال فترة الزواج واستغلال تلك المواد لاحقًا لابتزازها ماليًا، مطالبًا إياها بدفع 3 ملايين جنيه مصري مقابل عدم نشر المقاطع.
هذا الابتزاز، وفقًا لفريقها القانوني، استمر عدة أسابيع وأدى إلى تراجعها عن الظهور الإعلامي وتأجيل عدد من مشاريعها الفنية.
التسريب الأول و”المقاطع العشرة”
في مساء 29 أكتوبر 2025، انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع قصير مدته 40 ثانية نُسب إلى الفنانة، ما أدى إلى تصدر وسم #فيديورحمةمحسن للترند في مصر والعالم العربي.
تحقيقات أولية أشارت إلى احتمال تعديل الفيديو باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI)، إذ يُعتقد أنه مركّب على مشاهد أجنبية قديمة.
رغم ذلك، أكدت مصادر مقربة من الفنانة وجود عشرة مقاطع إضافية يحتفظ بها الزوج السابق، تم تسجيلها أثناء فترة الارتباط، وتشكل محور الابتزاز الرئيسي.
الإجراءات القانونية
قدّم محامو الفنانة رحمة محسن بلاغًا رسميًا إلى النائب العام بتاريخ 29 أكتوبر 2025، يتهمون فيه الزوج السابق بارتكاب جرائم التصوير دون إذن، والابتزاز الإلكتروني، التهديد بالنشر.
استند البلاغ إلى المادة 178 من قانون العقوبات المصري ومواد من قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات، وطالب بمصادرة الأجهزة الإلكترونية الخاصة بالمشتبه به ومنع تداول المقاطع على أي منصة رقمية.
- رد الزوج السابق
من جانبه، نفى رجل الأعمال “أحمد ف.” عبر مقربين منه جميع الاتهامات، مؤكدًا أن الفيديوهات “مزيفة تمامًا” وأنها جزء من حملة تشويه متبادلة بعد الطلاق.
وزعم أن الفنانة هددته بالكشف عن الزواج السري للضغط عليه، نافيًا حيازته لأي مواد مصوّرة.
- موقف الوسط الفني والمجتمعي
أبدى عدد من الفنانين تضامنهم مع رحمة محسن، بينهم الممثل أحمد العوضي، مطالبين بتشديد العقوبات على جرائم الابتزاز الرقمي وانتهاك الخصوصية.
كما صرّحت شقيقتها طاهرة محسن بأن الفنانة تمرّ بـ”انهيار نفسي تام”، مشيرة إلى أن التسريبات خرجت من هاتف الزوج السابق.
نقابة المهن الموسيقية من جانبها أعلنت متابعة القضية قانونيًا، مؤكدة أن ما تتعرض له الفنانة يمثل “جريمة رقمية خطيرة تهدد سمعة الوسط الفني بأكمله”.
الأبعاد القانونية والاجتماعية
يرى خبراء قانونيون أن هذه الأزمة تعكس تصاعد جرائم الابتزاز الرقمي في مصر والمنطقة العربية، خصوصًا مع تطور أدوات الذكاء الاصطناعي التي تسهّل التلاعب بالصور والفيديوهات.
كما حذر مختصون اجتماعيون من الآثار النفسية والمهنية العميقة التي قد تصيب ضحايا مثل هذه القضايا، مطالبين بآليات دعم نفسي وقانوني عاجل للفنانة.
تتحول أزمة رحمة محسن من مجرد تسريب عابر إلى قضية رأي عام تمسّ الخصوصية والابتزاز الرقمي والعلاقات غير المعلنة في الوسط الفني.
ومع استمرار التحقيقات، تبقى القضية اختبارًا لقدرة الأجهزة القانونية والإعلامية على التعامل بحذر ومسؤولية مع قضايا السمعة والأمن الرقمي في العصر الحديث.










