مع اقتراب حفل افتتاح المتحف المصري الكبير (GEM) يوم 1 نوفمبر 2025، تصاعدت على وسائل التواصل الاجتماعي وحسابات محسوبة على جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين حملات تشكيك وهجوم، ركزت على الجوانب الدينية لموسيقى العروض والتماثيل، معتبرة أن الاحتفاء بالمتحف “تحريم شرعي”.
هذه الحملات تزامنت مع نقاشات أوسع حول “عقدة الخواجة” واستبعاد بعض الفنانين المصريين، لكنها بدت مدفوعة في الأساس بسياق سياسي يرى في المتحف رمزا للدولة المعادية للإخوان.
حفل تاريخي عالمي
يعد افتتاح المتحف حدثا تاريخيا بحضور أكثر من 40 رئيسا وملكا، من بينهم قادة من السعودية والإمارات والصين.
وستقدم عروض موسيقية بقيادة مايسترو مصري، هشام نزيه، مع أوركسترا تضم 250 فنانا، بينهم 160 مصريا، وكورال دولي من 79 جنسية. يركز العرض على آثار توت عنخ آمون والحضارة المصرية، مع عناصر فنية حديثة تشمل الليزر والرقص التقليدي.

حملات التشكيك
منصات وشخصيات محسوبة على الإخوان استغلت المنصات الرقمية، خصوصا X (تويتر)، لتصوير المتحف وكأنه “تمجيد للكفر” بسبب الموسيقى والتماثيل الفرعونية.
مثال بارز: حساب @LYRICA1500 كتب: “أغلب المصريين يعتبرون المتحف هو تمجيد للكفر والكافرين”، مستشهدا بآية عن قوم فرعون.
شائعات أخرى تناولت بيع تذاكر وهمية وحضور جماهيري كبير وإغلاق طرق، نفتها وزارتي السياحة والداخلية رسميا.

الرد المصري الرسمي والإعلامي
واجهت الدولة الهجمات بردود حازمة، ووصفتها وسائل الإعلام والشخصيات المؤيدة للحكومة بأنها “هيستيريا الإخوان” و”كراهية للإنجازات الوطنية”.
أحمد موسى علق: “حالة شديدة من الحرقان والهجوم على مصر… الخلاصة: مصر تسير على الطريق الصحيح”.
دار الإفتاء أكدت أن افتتاح المتحف “يوم من أيام الله”، ووجهت وزارة الأوقاف خطبة الجمعة لتعزيز حسن استقبال السياح.
جدل حول الموسيقى والفنانين
انتقد البعض استبعاد بعض العازفين المصريين لصالح فنانين دوليين، لكن التوضيح الرسمي أكد أن القيادة موسيقية مصرية والأغلبية من المصريين، مع مشاركة دولية طوعية.

إدارة الدولة للحدث
تم تحديد الفئات المدعوة على مستوى القادة والزعماء، مع فتح أبواب المتحف للجمهور ابتداء من 4 نوفمبر، وفق جدول رسمي. وأكدت السلطات استمرار الاستعدادات اللوجستية، مع نفى أي إغلاق طرق أو بيع تذاكر للحفل.
الأبعاد الاقتصادية والثقافية
المتحف، الأكبر للحضارة الواحدة في العالم، يضم نحو 100 ألف قطعة أثرية، ومن المتوقع أن يجذب 6-8 ملايين سائح إضافي سنويا، مما يعزز الاقتصاد الوطني ويؤكد على أهمية الحدث على الصعيدين الثقافي والسياحي.

تحليل: الدين أم السياسة؟
يرى خبراء أن هذه الحملات ليست دينية بالأساس، بل تعكس توترا مستمرا بين الدولة المصرية وجماعة الإخوان منذ 2013، حيث يستخدم الدين كأداة للتشكيك في الإنجازات الثقافية. في المقابل، يحظى المتحف بدعم شعبي واسع، ما يشير إلى قدرة الدولة على تحويل أي جدل لصالح الخطاب الوطني دون التأثير على نجاح الحدث التاريخي.










