
سباق نووي يعيد العالم إلى أجواء الحرب الباردة… وخبراء يحذرون من كارثة وشيكة
العالم يعود إلى أجواء الحرب الباردة وسط سباق نووي متصاعد بين واشنطن وموسكو وبكين. تقارير دولية تحذر من انهيار منظومة الردع وتزايد خطر المواجهة النووية في غياب اتفاقات الحد من التسلح.
تتصاعد مؤشرات سباق تسلح نووي جديد يهدد بإعادة العالم إلى أجواء الحرب الباردة، مع سباق محموم بين الولايات المتحدة وروسيا والصين لتحديث ترساناتها الذرية وتطوير أسلحة تفوق سرعة الصوت، قادرة على تدمير الكوكب في دقائق.
تشير تقارير دولية حديثة إلى أن شبح الحرب النووية عاد يخيّم على العلاقات الدولية، مدفوعًا بخطابات سياسية وتصعيد عسكري غير مسبوق منذ عقود. وبرغم أن الأرقام الحالية أقل مما كانت عليه خلال ذروة الحرب الباردة، فإن القدرات التدميرية للأسلحة الحديثة تبقى مرعبة، وقادرة على إبادة الحياة على الأرض أكثر من مرة.
ويؤكد محللون أن التوتر المتزايد بين واشنطن وموسكو، وتسارع البرنامج النووي الصيني، أعادا إلى الواجهة مفهوم “الردع النووي” الذي بات مهددًا بفقدان فعاليته، بعد تراجع الثقة في معاهدات الحد من التسلح وتآكل آليات الرقابة الدولية. كما يشير الخبراء إلى أن أي خطأ في الحسابات السياسية أو العسكرية قد يؤدي إلى تصعيد كارثي لا يمكن احتواؤه.
المخاوف لا تقتصر على الجانب العسكري فحسب، بل تمتد إلى البعد النفسي والاجتماعي، إذ بدأت الشعوب حول العالم تستعيد هواجس الحرب الباردة، وتعيش مجددًا تحت ظل الخوف من “الزر النووي”. عودة المصطلحات القديمة مثل “الدمار المتبادل” و”التوازن الاستراتيجي” إلى الخطاب السياسي، تكشف عن تحوّل مقلق في العقلية الدولية، حيث لم يعد السلاح النووي مجرد وسيلة ردع، بل أداة ضغط وابتزاز سياسي.
في أوروبا، تتزايد الأصوات المطالبة بإعادة النظر في منظومة الأمن الجماعي، وسط حديث متنامٍ عن “مظلة ردع أوروبية مستقلة” تقودها فرنسا، بعد تراجع الحضور الأمريكي داخل القارة. ويؤكد مراقبون أن أوروبا تقف أمام معادلة صعبة: إما الاعتماد الكامل على الحماية الأمريكية عبر الناتو، أو تطوير استراتيجية دفاعية جديدة أكثر استقلالية في مواجهة التحولات الجيوسياسية المتسارعة.
ويحذر محللون من أن استمرار سباق التسلح النووي دون قيود أو اتفاقيات واضحة سيقود إلى حالة من الفوضى الاستراتيجية، خاصة مع إدخال تكنولوجيا الصواريخ الفرط صوتية والأنظمة المزدوجة التي تدمج بين الأسلحة التقليدية والنووية. ومع غياب قنوات حوار فعّالة بين القوى الكبرى، يصبح خطر الانزلاق إلى مواجهة مباشرة أكبر من أي وقت مضى.
التقارير الدولية تدعو في ختامها إلى بناء نظام عالمي جديد يعيد الاعتبار للدبلوماسية والشفافية، ويضع ضوابط حقيقية للردع النووي، مؤكدة أن الخطر لم يعد نظريًا، بل واقعًا قابلًا للانفجار في أي لحظة. كما شددت على أن مسؤولية منع الكارثة لا تقع على عاتق الحكومات فقط، بل على المجتمع الدولي بأسره، الذي بات مطالبًا بتحويل الخوف من الإبادة إلى تحرك جماعي نحو نزع السلاح ومنع الانتشار.
العالم اليوم يقف أمام مفترق طرق خطير: فإما أن يتبنى إرادة سياسية حقيقية لحماية الكوكب من شبح الدمار النووي، أو يستسلم مجددًا لحرب باردة جديدة قد تكون هذه المرة الأخيرة.










