شبكة الأطباء السودانيين تكشف عن مجازر ارتكبتها قوات الدعم السريع في شمال كردفان ومدينة بارة، وسط صمت دولي وتدهور الأوضاع الإنسانية ونازحين آلاف المدنيين.
اتهمت شبكة الأطباء السودانيين قوات الدعم السريع (RSF) بارتكاب سلسلة من الجرائم الممنهجة في شمال كردفان، شملت قتل 12 من أفراد الطواقم الطبية بمدينة بارة و38 مدنيًا آخرين في منطقة أم دام حاج أحمد، بعد أن سيطرت هذه القوات على المدينة قبل نحو عشرة أيام. وأكد المتحدث باسم الشبكة، محمد فيصل شيخ، أن هذه الانتهاكات تمثل جزءًا من حملة أوسع من التطهير العرقي والإبادة الجماعية التي تشنها RSF ضد المدنيين العزل في شمال كردفان ودارفور.
وقالت الشبكة إن هذه المجازر تأتي في ظل «صمت دولي مخزٍ» ومجرد تعابير عن القلق من قبل بعض المنظمات، بينما يستمر نزيف الدم السوداني يوميًا. ودعت الشبكة المجتمع الدولي، خصوصًا مجلس الأمن، إلى التحرك فورًا لوقف «آلة القتل» ومحاسبة قادة قوات الدعم السريع.
في المقابل، اعترف قائد قوات الدعم السريع، الفريق محمد حمدان دقلو، بحدوث «انتهاكات» خلال سيطرته على الفاشر، وأعلن تشكيل لجان تحقيق عسكرية وقضائية، مؤكدًا أن أي محاكمات ستكون «علنية وفورية». كما أصدر أوامر بسحب القوات من الأحياء السكنية وتسليم المسؤولية الأمنية إلى الشرطة الفدرالية، مع استمرار الجيش خارج المدينة، وإزالة الألغام والعبوات الناسفة لضمان استقرار المدينة.
ورغم هذه التصريحات، تستمر الأوضاع الإنسانية في التدهور، إذ يعاني المدنيون النازحون من نقص حاد في الغذاء والماء والمسكن، وسط مخاوف من أزمة إنسانية أوسع إذا لم تتحرك المنظمات الدولية بسرعة. كما تعكس هذه الأحداث هشاشة الدولة السودانية أمام ميلشيات مسلحة مسيطرة، وتسلط الضوء على فشل الآليات الدولية في حماية المدنيين من الانتهاكات المتكررة.
استمرار هجمات قوات الدعم السريع على المدنيين في شمال كردفان ودارفور يضع السودان والمجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي لقدرة آليات الردع الدولية، ويكشف حجم التحدي في حماية المدنيين وإيقاف المجازر اليومية.










