البيت الأبيض يستعد لإعلان استئناف صادرات نكسبرِيا بعد اتفاق ترامب وشي وسط تصاعد التوتر بين هولندا والصين
البيت الأبيض يعلن استئناف صادرات شركة نكسبرِيا الهولندية للرقائق الإلكترونية بعد اتفاق بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ، في ظل أزمة متصاعدة بين لاهاي وبكين حول سيطرة الحكومة الهولندية على الشركة.

تستعد الولايات المتحدة الأمريكية لإعلان استئناف صادرات شركة نكسبرِيا (Nexperia) الهولندية للرقائق الإلكترونية، في إطار اتفاق تم التوصل إليه خلال اللقاء الأخير بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والصيني شي جين بينغ، بحسب ما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصادر مطلعة.
وأوضحت المصادر أن الإعلان المرتقب يُعد جزءًا من وثيقة أعدّتها الرئاسة الأمريكية تتضمن تفاصيل الاتفاق التجاري الجديد الذي وُقّع خلال الأسبوع الجاري في كوريا الجنوبية، بهدف تهدئة التوترات بين واشنطن وبكين في قطاع التكنولوجيا المتقدمة.
وتأتي هذه الخطوة بينما تواجه نكسبرِيا أزمة متصاعدة في أوروبا، بعدما قررت الحكومة الهولندية في 30 سبتمبر الماضي وضع الشركة تحت وصاية مباشرة وإقالة مديرها التنفيذي الصيني تشانغ شيوي تشنغ، بدعوى “مخاوف تتعلق بالأمن القومي” واحتمال تسرب تكنولوجيا حساسة إلى الشركة الأم الصينية وينغتك (Wingtech).
الرد الصيني لم يتأخر، إذ أصدر وزارة التجارة في بكين في 4 أكتوبر قرارًا بفرض قيود على تصدير مكونات إلكترونية أساسية تخص فرع نكسبرِيا في الصين وشركاتها المتعاقدة، ما أثار قلقًا واسعًا في الأوساط الصناعية الأوروبية، خاصة في قطاع السيارات الذي يعتمد على رقائق الشركة.
ورغم الأزمة، أكدت نكسبرِيا في بيان صدر من بكين يوم 20 أكتوبر أن عملياتها في الصين تسير بشكل طبيعي، وأن الموظفين يتقاضون رواتبهم ويواصلون أعمالهم وفق تعليمات الإدارة المحلية، نافية ما تم تداوله حول “انفصال” الفرع الصيني عن الشركة الأم أو توقف الإنتاج.
وأشارت الشركة إلى أن الرسائل المتداولة عبر منصة WeChat بشأن انسحاب نكسبرِيا أو الحكومة الهولندية من السوق الصينية “خاطئة ومضللة”، مؤكدة أن جميع العمليات الإدارية والمالية تُدار من قبل نكسبرِيا الصين بشكل قانوني ومنتظم.
يُذكر أن نحو 80% من منتجات نكسبرِيا تُجمع في الصين قبل تصديرها إلى الأسواق العالمية، ما يجعلها حلقة أساسية في سلاسل التوريد الدولية للرقائق الإلكترونية.
ويرى محللون أن قرار إدارة ترامب بالسماح باستئناف صادرات الشركة يأتي ضمن جهود واشنطن لتخفيف حدة المواجهة التجارية مع بكين، دون التراجع عن سياساتها الرامية إلى تقليص النفوذ التكنولوجي الصيني.
وفي المقابل، يُتوقع أن تستمر الأزمة بين لاهاي وبكين حول ملكية الشركة وإدارة عملياتها، مما يجعل نكسبرِيا نقطة اشتعال جديدة في صراع معقّد يجمع السياسة بالتكنولوجيا في قلب الاقتصاد العالمي.










