دانَت حكومة جنوب السودان، الجمعة، تسريب مراسلة دبلوماسية سرية بين وزارة الخارجية والتعاون الدولي وبعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (UNMISS)، مؤكدةً أن الوثيقة كانت جزءاً من التواصل الدبلوماسي الروتيني بين الجانبين ولا تعكس أي توتر في العلاقات بين الحكومة والمنظمة الدولية.
وفي بيان رسمي أصدرته وزارة الخارجية، أوضحت أن المراسلة المسربة كانت ردًا رسميًا من الحكومة على خطة الطوارئ التي أعدتها الأمم المتحدة بشأن تقليص حجم بعثة “يونميس” وتخفيض وجودها الميداني في البلاد بسبب الأزمة المالية التي تواجهها المنظمة. وأكد البيان أن الوثيقة تضمنت وجهة نظر حكومة جنوب السودان ومقترحاتها البناءة بشأن الموضوع، وأنها تم تبادلها مع بعثة الأمم المتحدة بروح التعاون والانفتاح على الحوار.
وأشار البيان إلى أن تسريب المراسلة يمثل انتهاكًا للبروتوكولات الدبلوماسية، محذرًا من أن هذا التصرف قد يؤدي إلى سوء الفهم، وتداعيات غير مرغوب فيها على العلاقات بين الجانبين. وأكدت الوزارة أنها بدأت اتخاذ إجراءات للتحقيق في ملابسات الحادثة وضمان حماية المراسلات الدبلوماسية في المستقبل.
تحقيق في ملابسات التسريب
وشددت وزارة الخارجية في بيانها على أن تسريب الوثيقة يشكل مصدر قلق بشأن انتهاك الخصوصية الدبلوماسية وأثره السلبي على العلاقات الدولية. كما دعت الوزارة وسائل الإعلام والمحللين إلى الامتناع عن التكهنات أو الاستنتاجات المبنية على وثيقة غير مكتملة وسرية، مؤكدة أن نشر مثل هذه الوثائق قد يؤثر سلبًا على المصلحة العامة ويقوّض التعاون القائم مع الأمم المتحدة.
التزام بالتعاون مع الأمم المتحدة
في ختام البيان، أكدت حكومة جنوب السودان التزامها الكامل بالعمل المشترك مع بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان والشركاء الدوليين. وأوضح البيان أن الحكومة ستواصل التعاون مع الأمم المتحدة استنادًا إلى مبادئ السيادة الوطنية والاحترام المتبادل والشفافية، بهدف دعم عملية السلام والاستقرار والتنمية في البلاد.
وتعتبر هذه الحادثة تسريبًا غير مسبوق للمراسلات الدبلوماسية بين حكومة جنوب السودان والأمم المتحدة، ما قد يثير تساؤلات حول آليات حماية المعلومات الحساسة في التعاملات الدبلوماسية بين الدول والمنظمات الدولية.
