أفادت وسائل الإعلام العبرية أن الجثث التي سلمتها حركة حماس إلى إسرائيل يوم 30 أكتوبر 2025 ليست لأسرى إسرائيليين، مما يضيف مزيدا من الغموض حول مصير الجثث والأسرى في غزة. وقالت تقارير إعلامية إسرائيلية، بينها “هآرتس” و”كان”، إن الصليب الأحمر الدولي سلم ثلاث جثث إلى الجيش الإسرائيلي عبر معبر كيسوفيم، حيث تم نقلها إلى معهد الطب الشرعي في أبو كبير لتحديد الهوية عبر فحوصات DNA.
ورغم أن هذه الجثث تم تسليمها في إطار الاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بين إسرائيل وحماس، إلا أنه لم يتضح ما إذا كانت تعود إلى أسرى إسرائيليين من بين الـ11 الذين لا يزالون محتجزين في غزة. بحسب التقارير الأولية، تشير وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن هذه الجثث ليست لأسرى إسرائيليين، بينما أكدت حركة حماس أنها لا تعرف هوية أصحاب الرفات التي سلمتها، واقترحت أن تقوم إسرائيل بإجراء الفحوصات اللازمة للتأكد من هوياتهم.
الاتفاق بين إسرائيل وحماس
هذا التطور يأتي في سياق اتفاق موسع بين إسرائيل وحماس بوساطة الولايات المتحدة، والذي ينص على تسليم حماس جميع الأسرى الحيين والجثث المتبقية للأسرى الإسرائيليين، في مقابل الإفراج عن آلاف المعتقلين الفلسطينيين وإعادة جثث فلسطينيين. وبحسب التقارير، فإن حماس سلمت حتى الآن حوالي 20 أسيرا حيا وأكثر من 12 جثة لأسرى إسرائيليين، في حين أن هناك ما بين 11 إلى 13 جثة أخرى يتوقع تسليمها في المستقبل القريب.
من جهة أخرى، أكدت حماس أنها سلمت “كل ما تستطيع الوصول إليه” من جثث، مشيرة إلى أن البحث عن باقي الجثث يتطلب “جهودا كبيرة” بسبب الأضرار الناتجة عن العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.
المخاوف الإسرائيلية والانتقادات
في أعقاب تسليم الجثث الأخيرة، عبر المسؤولون الإسرائيليون عن قلقهم إزاء الوضع، حيث وصف وزير الأمن الوطني، إيتمار بن غفير، الموقف بـ”اللعب بالألعاب” من قبل حماس، مطالبا بإنذار واضح بشأن التسليم الكامل للجثث. من جانبها، أكدت الحكومة الإسرائيلية على لسان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن إسرائيل “لن تتنازل” عن تسليم جميع الجثث التي تمثل جزءا من التفاهمات المبرمة.
كما لفتت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن حماس لا تزال تحتفظ بعدد غير محدد من الجثث، ويتوقع أن تسلم ثلاث جثث أخرى لأسرى إسرائيليين في الـ24 ساعة القادمة، مع استمرار المحاولات للتأكد من الهوية الفعلية للرفات التي سلمت في 30 أكتوبر.
التطورات المرتقبة:
في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل تسليم الجثث الفلسطينية إلى غزة، بما في ذلك حوالي 195 جثة، لاقت بعض هذه التسليمات انتقادات من قبل وزارة الصحة في غزة ومنظمات حقوقية، حيث تم تلقي بعضها “مقيدا”، ما أثار تساؤلات حول التعامل مع هذه الجثث.
ووسط هذه التوترات، يترقب الجميع ما سيحدث خلال الساعات المقبلة، مع توقعات بأن تسفر الفحوصات المخبرية عن نتائج قد توضح مصير الجثث وتساعد في حل هذا الملف الحساس الذي يؤثر بشكل كبير على العلاقات بين إسرائيل وحماس، وعلى الوضع الإنساني في غزة.










