إيران تؤكد أن تبادل الرسائل مع الولايات المتحدة لا يعني بدء مفاوضات رسمية، بينما ترامب يصور الضغوط العسكرية والدبلوماسية كفرصة للحوار وتعزيز الاستقرار الإقليمي. تعرف على آخر تطورات النزاع النووي وتوترات الشرق الأوسط
أكدت وزارة الخارجية الإيرانية يوم الاثنين أن تبادل الرسائل بين طهران وواشنطن مستمر، لكنه لا يشكل بداية لمفاوضات رسمية. وقال المتحدث باسم الوزارة، إسماعيل باقائي: “الرسائل تمر عبر وسطاء مختلفين، لكن هذا لا يعني إطلاق أي عملية تفاوضية رسمية”، في مؤشر واضح على الحذر الإيراني تجاه الولايات المتحدة.
جاء ذلك بعد أن قدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا التواصل على أنه مؤشر على تقدم محتمل، مؤكدًا أن الإجراءات العسكرية الأمريكية قد أضعفت القدرات النووية لإيران، ووصف احتمال التوصل إلى اتفاق بأنه “المفتاح لتحقيق السلام في الشرق الأوسط”.
وخلال مقابلة مع برنامج CBS 60 Minutes يوم الأحد، صرح ترامب: “إيران كانت على وشك امتلاك سلاح نووي، وقد ضربناها بكل قوتنا”، مضيفًا أن الضربات كانت دقيقة لردع طهران مع ترك مساحة للدبلوماسية. وأوضح: “نفذنا عمليات حاسمة، ثم توقفنا في الوقت المناسب”.
موقف إيران الرسمي
خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي، شدد باقائي على أن الرسائل الوسيطة لا تُعد مفاوضات رسمية، مضيفًا: “عندما نصل إلى مرحلة المفاوضات، سيتم تحديد تشكيل الفريق التفاوضي وتفاصيل أخرى”، مؤكدًا أن الظروف الحالية غير مناسبة لحوار جاد. وأشار إلى أن أي محادثات مستقبلية يجب أن تراعي حقوق ومصالح إيران وفق معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.

تصريحات ترامب والدبلوماسية العسكرية
على النقيض من الموقف الحذر لطهران، ركز ترامب على عرض القوة العسكرية والدبلوماسية كوسيلة لتهيئة الظروف للحوار وتعزيز الاستقرار الإقليمي. وأكد أن كبح إيران النووي يمثل حجر الأساس لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، مشيدًا بمهارة الطيارين الأمريكيين في العمليات داخل الأجواء الإيرانية. واعتبر أن استعداد إيران للمشاركة – حتى بشكل غير مباشر – قد يسهم في دفع عملية التطبيع العربي الإسرائيلي وتعزيز التعاون الخليجي.
الخلاف النووي الإيراني
في مقابلة منفصلة مع قناة الجزيرة العربية، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن طهران “غير مستعجلة” لاستئناف المحادثات مع واشنطن بشأن برنامجها النووي، مشددًا على أن أي مفاوضات غير مباشرة يجب أن تُبنى على مبدأ التساوي والمصلحة المشتركة. وتؤكد إيران أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية مثل الطاقة والبحث الطبي، بينما تحث الوكالة الدولية للطاقة الذرية طهران على توضيح أنشطة تخصيب محددة، في ظل استمرار التوتر بين الاتهامات الأمريكية والتفسيرات الإيرانية الرسمية.
تصريحات المسؤولين الإيرانيين
قال باقائي: “حقوقنا ومصالحنا يجب أن تُحترم… إذا أظهرت الأطراف الأخرى فهماً واقعياً واحتراماً للحقوق المشروعة لإيران، عندها يمكن القول إن الظروف للحوار الجاد ستتوافر، لكننا لم نصل بعد إلى هذه المرحلة”.
ما هو القادم؟
بينما يستمر تبادل الرسائل عبر القنوات غير المباشرة، تبقى المفاوضات الرسمية مع الولايات المتحدة متوقفة، مؤكدة طهران أن أي حوار سيكون فقط في ظل ظروف مناسبة. ويستمر المسؤولون الأمريكيون والإقليميون في محاولة موازنة الردع العسكري مع الانفتاح الدبلوماسي، مما يترك مستقبل العلاقات الأمريكية الإيرانية واستقرار الشرق الأوسط في حالة من الغموض وعدم اليقين.









