قتل 40 مدنيًا على الأقل وأصيب العشرات في هجوم بطائرات مسيرة لقوات الدعم السريع السودانية على جنازة في الأبيض، وسط تصاعد القتال في كردفان ونزوح جماعي وانهيار الخدمات الأساسية، ودعوات دولية عاجلة لحماية المدنيين
قتل ما لا يقل عن 40 مدنيًا وأصيب العشرات بجروح، بعد أن شنّت قوات الدعم السريع السودانية (RSF) هجومًا بطائرات مسيرة استهدف مجموعة من المدنيين المجتمعين لتأدية جنازة في مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، وفقًا لما أكده محمد إسماعيل، مفوض المساعدات الإنسانية للشمال، لصحيفة Sudan Tribune.
على مدى الأشهر الماضية، لعبت مدينة الأبيض دور المركز الإداري للعمليات العسكرية في مناطق كردفان ودارفور، وشهدت قصفًا متكررًا جويًا ومدفعيًا من قبل قوات الدعم السريع، مستهدفًا منشآت مدنية، ما أدى إلى سقوط العديد من الضحايا.
يتزامن تصاعد الهجمات على الأبيض مع تعزيزات عسكرية مكثفة من كلا الطرفين في مناطق واسعة من كردفان، ما يشير إلى أن الوضع العسكري يتجه نحو تصعيد أكبر. وأظهرت تقديرات الحكومة أن الأبيض استضافت الأسبوع الماضي نحو 20 ألف نازح فرّوا من مدينة بارا ومناطق أخرى بعد سيطرة قوات الدعم السريع، التي ارتكبت خلالها انتهاكات واسعة شملت القتل والنهب والاعتقالات والتهجير القسري.
وفي السياق ذاته، أفادت شبكة الأطباء السودانيين بمتابعتها “بقلق عميق” الجرائم المروعة التي ترتكبها قوات الدعم السريع ضد المدنيين العزل في مدينة بارا، مشيرة إلى انتهاكات حقوق الإنسان المنهجية والقتل المتعمد. وأوضحت الشبكة في بيان أن تقارير ميدانية تُشير إلى تكدس عشرات الجثث داخل المنازل بعد أن منعت القوات العائلات من دفن موتاهم، تاركةً الموتى محاصرين داخل منازلهم، بينما يعيش السكان تحت وطأة الخوف والجوع والعطش.
وأضاف البيان:
“يتزايد عدد المفقودين يوميًا بسبب الانقطاع الكامل للاتصالات وغياب أي حضور طبي أو إنساني فعّال في المدينة. وفي هذه الظروف الجحيمية، تستمر موجات النزوح الجماعي من بارا في ظروف صعبة للغاية. المدنيون يفرون سيرًا على الأقدام نحو المجهول بلا طعام أو دواء أو مأوى، بينما تنهار الخدمات الصحية بالكامل، وتنتشر الأمراض وسوء التغذية بين الأطفال والنساء وكبار السن. ما يحدث في بارا يشكل جريمة ضد الإنسانية بكل المقاييس، والصمت الدولي المستمر يمثل فعلًا مخزيًا من التواطؤ”.
وختمت الشبكة بيانها بالدعوة إلى تحرك عاجل من الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والطبية والمجتمع الدولي لوقف الانتهاكات، وفتح ممرات آمنة للمدنيين، والسماح للعائلات بدفن موتاها بكرامة.










