شهدت عدة مناطق في الوجه البحري ووسط الدلتا تزايدا في حالات إصابة المواشي بمرض الحمى القلاعية، حيث حذر حامد الأقنص، مسؤول بالهيئة العامة للخدمات البيطرية التابعة لوزارة الزراعة، من احتمالات إصابة نحو مليون رأس ماشية نتيجة “تقاعس المربين عن تحصينها”.
الحمى القلاعية، المعروف باسم مرض الفم والقدم (FMD)، هو مرض فيروسي شديد العدوى يصيب الحيوانات ذات الحوافر المشقوقة. يسببه فيروس من فصيلة Picornaviridae وله سبعة أنماط مصلية رئيسية، مما يجعل التحصين ضده معقدا. ويظهر المرض غالبا بشكل موسمي، ويزداد في بداية فصل الشتاء، ما يستدعي تحصين المواشي دوريا من قبل المربين استجابة لحملات وزارة الزراعة.
وحذر الأقنص من التسرع في شراء أو تداول الحيوانات الحية خلال هذه الفترة، نظرا لارتفاع مخاطر إصابتها بالعدوى، مؤكدا أن المرض قد يؤدي إلى نفوق الحيوانات أو تراجع إنتاجيتها من الحليب واللحم، فضلا عن الخسائر المالية الكبيرة للمربين.
وأوضح أن الهيئة أطلقت حملة للتحصين ضد المرض في أغسطس الماضي، وتمكنت خلالها من تحصين نحو 80% من إجمالي الثروة الحيوانية، أي 5 ملايين رأس، بينما بقي نحو مليون رأس دون تحصين بسبب تقاعس أصحابها. وأشار إلى سرعة انتشار المرض عن طريق الهواء أو الاتصال المباشر وغير المباشر، موضحا: “لو في حيوان في القاهرة مصاب، ممكن حيوان تاني في بني سويف يتصاب”.
وأكد أن الهيئة تواصل تنفيذ حملات تحصين دورية كل أربعة أشهر للحد من انتشار المرض، مع دعوة المواطنين للتأكد من وجود “الختم” على اللحم قبل الشراء لضمان سلامة الذبيحة. وأطلقت الهيئة حملة جديدة نهاية الشهر الماضي، تمكنت خلالها من تحصين نحو 1.2 مليون رأس ماشية خلال أيام فقط من أصل 5 ملايين رأس مستهدفة.
من جانبه، أوضح هيثم عبدالباسط، رئيس شعبة القصابين بغرفة القاهرة التجارية، أن الحمى القلاعية موجودة منذ سنوات، لكنها تظهر بشكل أكبر خلال فصل الشتاء، مؤكدا أن أسعار اللحوم مستقرة حاليا، مع تراجع طفيف في أسعار القائم نتيجة ضعف القوة الشرائية للمواطنين واستمرار الركود في الأسواق.










