من المتوقع أن يقوم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بزيارة رسمية إلى العاصمة اليونانية أثينا خلال شهر نوفمبر الجاري، في إطار جولة أوروبية تهدف إلى تعزيز التعاون في مجال أمن الطاقة والدعم العسكري، بحسب ما أكده مسؤولون يونانيون.
وتأتي الزيارة في وقت حساس بالنسبة لكييف، التي تسعى إلى تأمين احتياجاتها من الوقود والطاقة مع اقتراب فصل الشتاء، وسط تصاعد الهجمات الروسية على منشآت البنية التحتية الحيوية.
خلفية الزيارة وتوقيتها
بحسب تقارير إعلامية يونانية، فإن الفرق الدبلوماسية من البلدين تعمل منذ أسابيع على تنسيق تفاصيل الزيارة، التي يتوقع أن تتزامن مع مؤتمر الطاقة عبر الأطلسي المنعقد في أثينا هذا الأسبوع.
ويأتي هذا المؤتمر في سياق الجهود الأوروبية الرامية إلى تقليل الاعتماد على الغاز الروسي بعد الحرب في أوكرانيا، وهو ما يجعل الزيارة فرصة مهمة لبحث خيارات الطاقة البديلة لأوكرانيا.
ملف الطاقة في صدارة المحادثات
من المتوقع أن يحتل التعاون في مجال الطاقة مكانا محوريا في لقاءات زيلينسكي بالمسؤولين اليونانيين، خصوصا في ظل المبادرة التي تتبناها أثينا وواشنطن لجعل اليونان مركزا إقليميا لتوزيع الغاز الطبيعي المسال الأمريكي إلى أوروبا الشرقية.
وتعتمد هذه المبادرة على ما يعرف بـ”خطة الممر العمودي”، التي تهدف إلى نقل إمدادات الغاز من محطة ألكسندروبوليس شمال اليونان عبر شبكة أنابيب تمتد إلى بلغاريا ورومانيا ومولدوفا، وصولا إلى أوكرانيا.
ويعتبر هذا المشروع خطوة استراتيجية لتعزيز أمن الطاقة الأوروبي، وفي الوقت ذاته دعم كييف في مواجهة أزمة الطاقة التي تفاقمت بسبب الحرب.
المسؤولون الأوكرانيون أشاروا إلى أن مخزون الوقود في البلاد منخفض نتيجة الضربات الروسية الأخيرة، وأن أوكرانيا تخطط لزيادة واردات الغاز خلال الأشهر المقبلة، مع اعتبار الغاز الأمريكي الذي يصل عبر الموانئ اليونانية خيارا رئيسيا لتلبية احتياجاتها.
المساعدات العسكرية على جدول الأعمال
إلى جانب ملف الطاقة، من المتوقع أن تشهد المحادثات نقاشات موسعة حول المساعدات العسكرية.
تسعى كييف إلى الحصول على أنظمة دفاع جوي متطورة لتعزيز قدراتها الدفاعية، فيما ذكرت تقارير أن شركاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) حثوا أثينا على النظر في نقل بعض طائراتها من طراز “ميراج 2000-5” إلى أوكرانيا.
وتأتي هذه الخطوة المحتملة في سياق الجهود الغربية لتزويد كييف بمزيد من الدعم العسكري، وسط تصاعد القتال على الجبهات الشرقية، واحتدام المعارك حول البنية التحتية الحيوية للطاقة.
إعادة الإعمار والشراكات الاقتصادية
كما ينتظر أن تتناول المحادثات دور الشركات اليونانية في إعادة إعمار أوكرانيا بعد انتهاء الحرب، خصوصا في مجالات البناء والطاقة والنقل.
ويأتي ذلك قبل انعقاد قمة “إعادة بناء أوكرانيا” المقرر عقدها في وارسو خلال الأسابيع المقبلة، والتي ستشهد مشاركة واسعة من الشركات الأوروبية والمؤسسات الدولية.
وتسعى كييف إلى بناء شراكات اقتصادية طويلة الأمد مع دول الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك اليونان، للمساعدة في إعادة بناء المناطق المتضررة من الحرب وإعادة تشغيل القطاعات الصناعية الحيوية.
زيارة زيلينسكي إلى أثينا، وإن لم يعلن عن موعدها الرسمي بعد، تمثل تحركا دبلوماسيا واستراتيجيا مهما بالنسبة لأوكرانيا في هذه المرحلة.
فبينما تسعى كييف لتأمين احتياجاتها من الطاقة للشتاء القادم، فإنها في الوقت ذاته تحاول حشد المزيد من الدعم العسكري والسياسي من حلفائها الأوروبيين.
وتعد اليونان، بموقعها الجغرافي ودورها المتنامي كمركز للطاقة في شرق المتوسط، شريكا محوريا في تحقيق هذه الأهداف.










