حذّر أنطونيو غوتسي، رئيس اتحاد صناعة الصلب الإيطالي Federacciai ورئيس مجموعة Duferco، من أن السياسات البيئية المتشددة التي تتبناها بروكسل قد تدفع أوروبا نحو « إنهيار صناعي» يهدد وجودها الاقتصادي، مؤكدًا أن القارة العجوز أصبحت تملك «أغلى طاقة في العالم»، ما يجعلها «غير قادرة على المنافسة».
وفي تصريحات لصحيفة «لا ستامبا» الإيطالية، علّق غوتسي على الخطوة الأخيرة التي اتخذتها المفوضية الأوروبية ضمن الصفقة الخضراء (Green Deal)، والمتعلقة بخفض الانبعاثات بنسبة تقل عن 90% بحلول عام 2040، قائلًا إن القرار «يشبه جبلًا أنجب فأرًا» مقارنة بحجم التحديات التي تواجه الصناعة الأوروبية.
وأوضح أن لجنة البيئة في البرلمان الأوروبي صادقت على الاتفاق السياسي الذي دعمه الاشتراكيون والخضر، مع إدخال قدر محدود من المرونة يسمح بشراء مزيد من شهادات الانبعاثات من خارج الاتحاد، لتصبح نسبة الخفض الفعلية حوالي 85% فقط، مضيفًا أن المراجعة الدورية كل عامين تُعد «الجانب الإيجابي الوحيد» في الخطة، لكنها غير كافية لتصحيح المسار.
وأشار غوتسي إلى أن قطاع الحديد والصلب في إيطاليا يُعد من بين الأكثر تقدمًا في العالم من حيث تقليل الانبعاثات، إذ يتم إنتاج 85% من الفولاذ عبر الأفران الكهربائية، محذرًا في الوقت نفسه من أن «تحويل هدف إزالة الكربون إلى شعار أيديولوجي قد يقود إلى تدمير البنية الصناعية بالكامل».
وأضاف:
«في الصحراء الصناعية لا يمكن أن ينمو أي شيء أخضر».
وشدّد رئيس اتحاد صناعة الصلب الإيطالي على أن الأولوية الحقيقية يجب أن تكون خفض أسعار الطاقة، موضحًا أن نظام تداول الانبعاثات (ETS) يفرض ضرائب كربونية تضيف نحو 25 يورو لكل ميغاواط/ساعة، ما يرفع تكاليف الكهرباء ويقوض القدرة التنافسية. وتابع:
«الحل بسيط، ألغوا ضريبة ETS عن محطات الغاز التوربينية، لكن أحدًا لا يفعل ذلك لأنها أصبحت رمزًا أيديولوجيًا مقدسًا».
وحذّر غوتسي من أن استمرار السياسات الحالية يهدد الاقتصاد الأوروبي برمّته، قائلًا:
«إذا ماتت الصناعة الأوروبية، ستموت الدول الأوروبية، وإذا انهارت الدول سيسقط اليورو».
كما أشار إلى أن أوروبا تمثل أقل من 6% من الانبعاثات العالمية، وأن الصناعة تشكّل أقل من نصف هذه النسبة، مضيفًا:
«حتى لو أغلقت كل المصانع الأوروبية، فلن يتغير شيء لأن الانبعاثات العالمية ترتفع سنويًا بسبب الصين والهند والولايات المتحدة».
وختم غوتسي حديثه بلهجة نقدية لاذعة قائلاً:
«أوروبا تحب أن تعتبر نفسها الأولى في الصف، لكنها في الحقيقة قارة في تراجع. استبدلنا تبعيتنا للغاز الروسي بتبعية جديدة للتكنولوجيا الصينية الخضراء، وأصبحنا سوقًا مريحة لتصريف فائض الإنتاج الصيني الرخيص. لقد تحولت أوروبا إلى وسادة اجتماعية تمتص صدمات الاقتصاد الصيني».










