وسط تصاعد العنف في السودان واستمرار قوات الدعم السريع (RSF) في قتل المدنيين بمدينة الفاشر، كشفت تحقيقات منظمة The Sentry عن تورط مرتزقة أجانب، يطلقون على أنفسهم اسم “ذئاب الصحراء”، في القتال لصالح هذه الميليشيا، بما في ذلك تدريب أطفال على استخدام الأسلحة.
وأظهرت الوثائق أن رجل أعمال إماراتيا يقوم بتزويد قوات الدعم السريع بهؤلاء المرتزقة، وهو شريك تجاري لمسؤول حكومي رفيع في الإمارات يشغل منصبا يعادل كبير موظفي البيت الأبيض، ما يشير إلى وجود روابط على أعلى مستوى بين الإمارات وقوات الدعم السريع، التي تتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
شركات أمنية إماراتية متورطة
تشير الوثائق إلى أن شركة GSSG، المسجلة في الإمارات ويملكها محمد حمدان الزعابي، تتولى ترتيب نشر المرتزقة الكولومبيين في السودان. أسس الشركة أحمد محمد الحميري، الأمين العام لديوان الرئاسة الإماراتي، قبل أن ينقل كامل أسهمها إلى شريكه الزعابي في 2017.
تمتلك الشركات المتعددة التابعة لهما، مثل سكيورتيك وسكيوريغارد ميدل إيست، آلاف الموظفين وتقدم خدمات أمنية لمؤسسات حكومية إماراتية.
وفي 2023، تم بيع إحدى شركاتهم الكبرى إلى شركة تابعة لمستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد مقابل 82 مليون دولار.
تجنيد المرتزقة
منذ 2024، تعاقدت GSSG مع وكالة كولومبية تدعى A4SI لتجنيد مئات المرتزقة للعمل في السودان، وفق وثائق مسربة.
وتدفع رواتبهم عبر شركة Global Staffing SA البانامية، التي تديرها زوجة قائد A4SI، بينما يستخدم جميعهم البنية التحتية نفسها للاستضافة الإلكترونية.
تورط إماراتي أوسع
تظهر الأدلة أن الإمارات تستخدم الشركات الأمنية لتجنيد مرتزقة أجانب، مشابها للنموذج الفرنسي للفيلق الأجنبي، ونشرت الإمارات وحدات قتالية في اليمن والصومال، بالإضافة إلى تدريب المرتزقة على الطائرات المسيرة في أبوظبي قبل إرسالهم إلى السودان.
ردود رسمية
الحكومة السودانية تقدمت بشكوى إلى مجلس الأمن في سبتمبر 2025، متهمة الإمارات بدعم قوات الدعم السريع، بينما تنفي الإمارات هذه المزاعم وتصفها بأنها مبنية على “أدلة مفبركة”. ولم يرد أي من الأسماء المذكورة في التحقيق على طلبات التعليق.
توصيات The Sentry
مطالبة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة بالتحقيق وفرض العقوبات عند الاقتضاء على الأشخاص والشركات المعنية: محمد حمدان الزعابي، GSSG، ألفارو كيخانو، كلوديا أوليفيروس، A4SI، وGlobal Staffing SA.
فرض تدقيق مالي صارم على المعاملات المرتبطة بهذه الشركات وأصحابها، لضمان عدم تقديم دعم مادي لعناصر خاضعة للعقوبات في قوات الدعم السريع.
الخلاصة: يشير التحقيق إلى شبكة معقدة من العلاقات التجارية والأمنية بين الإمارات ومرتزقة أجانب يعملون في السودان، ما يطرح تساؤلات جدية حول الدور الإماراتي في الصراع المستمر وانتهاكات حقوق الإنسان في المنطقة.










