رفضت باكستان بشدة، اليوم الخميس، مزاعم حركة طالبان الأفغانية بأن القوات الباكستانية هي التي حرضت على اشتباك حدودي جديد في منطقة تشامان/سبين بولداك. ويأتي هذا التطور في وقت حرج، حيث تجري وفود من إسلام آباد وكابول محادثات في إسطنبول لتوسيع نطاق وقف إطلاق النار المؤقت.
طالبان تتهم.. وباكستان ترد
اتهم المتحدث باسم حركة طالبان الأفغانية، ذبيح الله مجاهد، القوات الباكستانية بفتح النار في منطقة سبين بولداك، بالتزامن مع انعقاد الجولة الثالثة من المفاوضات في إسطنبول.
وقال مجاهد في منشور عبر موقع “X” إن “قوات الإمارة الإسلامية، احتراماً لفريق التفاوض وحرصاً على عدم وقوع إصابات بين المدنيين، لم تُبدِ أي رد فعل حتى الآن”. وأشار إلى أن الجانبين كانا قد اتفقا في الجولة السابقة على تمديد وقف إطلاق النار.
في المقابل، ردت وزارة الإعلام والإذاعة الباكستانية ببيان حازم، مؤكدة أن:”إطلاق النار بدأ من الجانب الأفغاني، حيث ردت قواتنا الأمنية على الفور بطريقة مدروسة ومسؤولة… الوضع أصبح تحت السيطرة بفضل العمل المسؤول الذي قامت به القوات الباكستانية”.
وأكدت إسلام آباد أن وقف إطلاق النار لا يزال قائماً، مشددة على التزامها بالحوار وتوقع المعاملة بالمثل من السلطات الأفغانية.
محادثات إسطنبول على المحك
تأتي هذه المناوشة الحدودية لتلقي بظلالها على الجولة الثالثة من المحادثات بين الجانبين، التي انطلقت في إسطنبول بوساطة مشتركة من تركيا وقطر.
وتهدف هذه الجولة، التي يرأس الوفد الباكستاني فيها الفريق أول عاصم مالك (المدير العام لجهاز الاستخبارات الداخلية)، إلى العمل على آليات تحقيق السلام والاستقرار الدائمين على الحدود.
وكانت العلاقات قد تدهورت إلى أدنى مستوى لها الشهر الماضي بعد اشتباكات حدودية قاتلة أعقبت مزاعم بشن ضربات جوية باكستانية داخل أفغانستان (وهو ما لم تؤكده إسلام آباد أو تنفه)، وهو ما ردت عليه باكستان باتهام طالبان بالسماح للجماعات الإرهابية (مثل جماعة غول بهادور) باستخدام أراضيها ضد باكستان.
وبينما لم تسفر الجولة الثانية من المحادثات (25 أكتوبر) عن “أي حل عملي” حسب وزير باكستاني، تمكن الوسيطان التركي والقطري من إنقاذ عملية الحوار، ليجتمع الجانبان مجدداً في إسطنبول اليوم على أمل تحقيق اختراق.










