دعاة الحرب قوم جبنوا عن تحمل تبعات خيارهم البائس الذي لم ولن يجلب سوى الموت والدمار، فاستعانوا بخصلة الكذب المتواصل ليخفي عورة موقفهم الخائب.
وزعت عليهم غرف دعاية الحرب الإعلامية هذه الأيام كذبة مفادها أن قوى السلام التي تؤيد مشروع الهدنة المطروح بواسطة الرباعية، لم تؤيد من قبل مقترح الأمم المتحدة للهدنة في الفاشر قبل سيطرة الدعم السريع على المدينة، وهذه كذبة بلقاء فقد كانت “صمود” على رأس من رحب بمقترح الهدنة في بيان صدر بتاريخ 27 يونيو 2025, وصفت فيه موافقة الجيش بالخطوة المهمة، وطالبت الدعم السريع بقبولها فوراً.
اتساقنا في الدعوة للسلام يفضح بؤس موقف دعاة الحرب وافتقاره للحد الأدنى من الأخلاق، أدناه رصد سريع بالقلم والصورة لما هو موثق في صحائفنا النظيفة، لنذكر عل الذكرى تنفع من له ذرة عقل أو ضمير:
1- رحبنا بمباحثات جدة أوان انطلاقها في 6 مايو 2023، بعد 3 اسابيع فقط من انطلاق الحرب، حين عارضها دعاة الحرب آنذاك مروجين فرية حسم الحرب خلال أيام. ايدنا إعلان جدة لحماية المدنيين في 12 مايو 2023، واتفاقية جدة لوقف إطلاق النار قصير الأمد في 21 مايو 2023 وطالبنا الطرفين بالالتزام بها. رحبنا بتمديد وقف إطلاق النار في 29 مايو 2023، وانتقدنا عدم الالتزام بتنفيذه من قبل الطرفين حسب بيان الوساطة الصادر في مطلع يونيو من ذات العام.
2- دعمنا مبادرة دول الجوار ورحبنا ببيان قمتها الطارئة بالقاهرة في 13 يوليو 2023م، وجددنا الدعوة آنذاك للطرفين بقبول مقترح وقف إطلاق النار والجلوس لحل سلمي، ورحبنا بتصريحات نائب القائد العام للقوات المسلحة الفريق شمس الدين كباشي بتاريخ 15 يوليو 2023، مؤكدين أنه موقف مسؤول يحقن دماء الناس ويحفظ حياتهم.
3- رحبنا باستئناف منبر جدة في اكتوبر 2023م، واعربنا عن خيبة أملنا حين تم تعليقه في ديسمبر من ذات العام، مؤكدين أن انغلاق سبل التفاوض لن يقود سوى لتصاعد المواجهات العسكرية ويزيد من كلفتها البشرية والمادية.
4- أيدنا مبادرة الايقاد وبيان القمة الاستثنائية بتاريخ 11 ديسمبر 2023م، وانتقدنا بيان خارجية بورتسودان الذي رفض المبادرة وقتل فرص نجاحها وهي ما زالت في المهد انذاك.
5- تقدمنا في تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية “تقدم” بمبادرة وطنية بتاريخ 25 ديسمبر 2023م، وافق عليها الدعم السريع وتم توقيع إعلان أديس أبابا بتاريخ 2 يناير 2024م، وتعاطت معها القوات المسلحة ايجاباً عقب ذلك بخطاب بتاريخ 15 يناير 2024م، قبل ان تتراجع عن موقفها الأول لاحقاً.
5- تقدمنا في تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية “تقدم” بمبادرة وطنية بتاريخ 25 ديسمبر 2023م، وافق عليها الدعم السريع وتم توقيع إعلان أديس أبابا بتاريخ 2 يناير 2024م، وتعاطت معها القوات المسلحة ايجاباً عقب ذلك بخطاب بتاريخ 15 يناير 2024م، قبل ان تتراجع عن موقفها الأول لاحقاً.
6- ايدنا اتفاق المنامة بين الطرفين أواخر يناير 2024م، ودعمنا خطوة لقاء نائب القائد العام للقوات المسلحة بقائد ثاني قوات الدعم السريع، وأنذرنا وقتها من خطر إطالة أمد الحرب.
7- رحبنا بقرار مجلس الأمن الدولي في 9 مارس 2024م الذي دعا لهدنة إنسانية خلال شهر رمضان، وطالبنا الطرفين بقبول المقترح وتخفيف معاناة الناس بشكل فوري.
8- ايدنا مؤتمر باريس للقضايا الإنسانية في 15 أبريل 2024، وشاركنا فيه بفعالية ورحبنا بمخرجاته التي ساهمت بمقدار في تسليط الضوء على معاناة الشعب السوداني جراء الحرب.
9- شاركنا في مؤتمر القاهرة للقوى السياسية والمدنية في يوليو 2024م، وكنا الأكثر ايجابية وساهمنا في أن يخرج بمبادئ أساسية تحض على وقف الحرب وترجح الحلول السلمية، وتجاوبنا مع مبادرة الاتحاد الأفريقي وايقاد وشاركنا في الاجتماع التشاوري في أغسطس من ذات العام وتقدمنا برؤية تفصيلية حول تصميم عملية سلمية حقيقية.
10- اطلقت تقدم حملة شعبية تشجع الطرفين على قبول مبادرة مجموعة ALPS والمشاركة في مفاوضات جنيف في أغسطس 2024، واعربنا عن خيبة أملنا لاحقاً في مقاطعة القوات المسلحة لتلك المباحثات.
11- طالبنا القوات المسلحة بعد تقدمها على الأرض في مارس 2024 م، باغتنام اللحظة وترجيح كفة الخيارات السلمية، وأكدنا حينها أن هنالك فرصة لإحلال السلام لا يجب التفريط فيها.
12- ايدنا مؤتمر لندن الذي انعقد في الذكرى الثانية للحرب، ونظمنا لقاءات عديدة على هامش فعالياته، وقدمنا الشكر لمنظميه على جهدهم في مساعدة السودان للخروج من مأزقه الراهن.
موقفنا الداعي للسلام لا علاقة له بتطورات المشهد العسكري فهو ثابت










