حفتر يعيد تنظيم وحداته العسكرية في الجنوب ووسط ليبيا بتأسيس ثلاث ألوية جديدة في سرت وأوباري وفزان، في خطوة تهدف إلى تعزيز نفوذه الميداني وتوسيع حضوره السياسي وسط الانقسام المستمر في ليبيا.
طرابلس – 10 نوفمبر 2025
أعلن القائد العام للجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، عن سلسلة قرارات عسكرية جديدة تقضي بإعادة تنظيم الوحدات القتالية العاملة في منطقتي فزان والوسط الليبي، في خطوة تعكس مساعيه لتعزيز السيطرة الميدانية وتوسيع النفوذ العسكري في المناطق الحيوية من البلاد.
وجاءت هذه القرارات عقب جولة ميدانية واسعة نفذها نائب القائد العام، صدام حفتر، في الجنوب الليبي، شملت عددًا من المعسكرات والقواعد العسكرية. وتشمل عملية إعادة التنظيم إنشاء ثلاث ألوية جديدة تُعد بمثابة تطوير للبنية القتالية القائمة.
فقد تم تحويل قوة الدعم 604 في مدينة سرت إلى اللواء 604 مشاة، وهي وحدة ذات توجه سلفي كانت مسؤولة خلال السنوات الماضية عن حفظ الأمن داخل المدينة ومحيطها. كما نصّ قرار آخر على تحويل اللواء 173، بقيادة أغلص الطرقي والمتمركز في مدينة أوباري، إلى اللواء 173 صاعقة، وهو الاسم الذي يحمل رمزية تاريخية لوحدة كانت فاعلة في عهد نظام معمر القذافي تحت قيادة اللواء علي كنة.
أما القرار الثالث، فيقضي بتحويل الكتيبة 101 إلى اللواء 101، تحت قيادة الشيخ السلفي أحمد الشامخ، الذي يُعد من المقربين إلى القيادة العامة وأحد أبرز الشخصيات الموثوق بها في تأمين منطقة فزان. غير أن الشامخ يواجه انتقادات من بعض المكونات المحلية التي تتهمه بتنفيذ عمليات ضد خصوم سياسيين للجيش في الجنوب.
وبموجب هذه التعديلات، أصبحت الألوية الثلاثة جزءًا من الهيكل الرسمي للجيش الوطني، ما يمنحها صلاحيات أكبر ومسؤوليات مباشرة ضمن منظومة القيادة العسكرية. ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تعكس سعي حفتر إلى تعزيز حضوره في الجنوب الليبي، حيث تتقاطع المصالح العسكرية والسياسية والاقتصادية، في ظل تنافس بين حكومتي طرابلس وطبرق للسيطرة على موارد البلاد ومساراتها الحيوية.
ويُفسَّر هذا التحرك كذلك على أنه جزء من خطة أوسع يقودها حفتر لإعادة رسم المشهد العسكري والسياسي في ليبيا، عبر توطيد سيطرته على مناطق النفط والطرق التجارية والممرات الحدودية، مع تصاعد الدعوات داخل معسكره لاعتباره “الضامن الأبرز للاستقرار” في أي تسوية سياسية مقبلة.










