قبل أسابيع قليلة من تقديم حكومة كير ستارمر ميزانية “صعبة” مثيرة للجدل، تتصاعد التوترات والخلافات الداخلية داخل حزب العمال، مما يهدد استقرار قيادة رئيس الوزراء الحالي. وقد حذر حلفاء ستارمر من أن أي محاولة للإطاحة به ستؤدي إلى “صدمة في السوق وتقويض مالية الحكومة”.
ويأتي ذلك في ظل حديث نواب الحزب عن أسماء محتملة لخلافة ستارمر، بعد سلسلة من الانتقادات والردود العنيفة داخله وانخفاض شعبيته في استطلاعات الرأي. من بين الأسماء التي يشير إليها البعض وزير الصحة ويس ستريتنج، وزيرة الداخلية شبانة محمود، إضافة إلى وزير الطاقة إد ميليباند ووزيرة النقل السابقة لويز هاي.
ستارمر يحاول تهدئة الانقسامات
ونفى متحدث باسم ستريتنج أي نية للانقلاب على قيادة رئيس الوزراء، ووصف الادعاءات بأنها “غير صحيحة على الإطلاق”. ومع ذلك، يواجه ستارمر تحديا داخليا كبيرا لتهدئة الخلافات قبل الانتخابات العامة المتوقعة في صيف 2024، في حين تحافظ الحكومة على صورة من الوحدة النسبية.
ويأتي هذا التوتر السياسي في وقت تستعد فيه الحكومة لتقديم ميزانية “صعبة” في 26 نوفمبر، كما حذرت وزيرة الخزانة راشيل ريفز، وسط مخاوف من أن خطة الإنفاق، التي قد تشمل تعديل بعض التعهدات المتعلقة بعدم زيادة الضرائب، ستثير ردود فعل عنيفة ضد القيادة.
القلق من تراجع الاستطلاعات وصعود المعارضة
يزداد قلق نواب حزب العمال بشأن مستقبل الحزب مع استمرار ستارمر في مواجهة صعود حركة “الإصلاح في المملكة المتحدة” الشعبوية بقيادة نايجل فاراج. وقد أدرجت مكاتب المراهنات ستريتنج، إلى جانب بيرنهام ونائبة رئيس الوزراء السابقة أنجيلا راينر، ضمن أبرز السياسيين المحتملين لخلافة ستارمر.
ويشير بعض أنصار الحزب إلى أن الميزانية المرتقبة قد تعرض زعامة ستارمر للخطر، إذ تتعارض مع التعهد الانتخابي بعدم رفع ضريبة الدخل، وهو التعهد الذي ساهم في وصول حزب العمال إلى السلطة لأول مرة منذ 14 عاما.
حتى إذا نجح ستارمر في اجتياز مرحلة الميزانية دون تهديد فوري للقيادة، فإن محللين سياسيين يرون أن الطريق لا يزال محفوفا بالعقبات، خصوصا مع الانتخابات المحلية المقبلة في مايو، التي قد تطلق شرارة منافسة على القيادة إذا حقق الحزب نجاحا كبيرا.









