أطلقت سنغافورة رسميًا وكالة الأمراض المعدية لتعزيز الاستعداد للجائحات والأوبئة، مع تحديث الخطط الوطنية، تعزيز المراقبة الصحية، وبناء شراكات محلية ودولية لضمان استجابة فعّالة للأزمات الصحية المستقبلية
أعلن رئيس وزراء سنغافورة، لورنس وونغ، يوم الأربعاء 12 نوفمبر 2025، عن الإطلاق الرسمي لوكالة جديدة متخصصة في الوقاية وإدارة ومكافحة الأمراض المعدية في البلاد، تحت اسم وكالة الأمراض المعدية (CDA). وتعمل الوكالة كهيئة قانونية تابعة لوزارة الصحة، حيث تجمع تحت مظلتها بعض الوظائف الصحية العامة التي كانت موزعة سابقًا بين وزارة الصحة، والمركز الوطني للأمراض المعدية، ومجلس الترويج الصحي.
خلال مراسم الإطلاق التي أقيمت في مركز الثقافة بجامعة سنغافورة الوطنية، أوضح وونغ أن الوكالة ستتولى عدة مهام رئيسية، بما في ذلك تعزيز التعاون الدولي في مجال الصحة. وأشار إلى أن التعاون العالمي خلال ذروة جائحة كوفيد-19 كان “غير مسبوق”، مثل المنصات التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية لتعزيز الاستعداد والاستجابة العالمية للجائحات، لكنه حذر من أن هذا الزخم قد تباطأ مؤخرًا، وأن تراجع الدعم متعدد الأطراف في الصحة العالمية قد يترك العالم أقل استعدادًا للجائحة القادمة.
وأوضح وونغ أن الوكالة ستتولى تحديث وتجديد خطط الدولة الوطنية للجائحات، مشبهًا الاستعداد للجائحات بـ”تأمين ضد الأزمات المستقبلية”، لكنه أشار إلى ضرورة تحقيق توازن دقيق بين الاستعداد وكفاءة الموارد، مع البقاء يقظين تجاه المخاطر الناشئة والاستعداد لتقوية الإجراءات الدفاعية عند تصاعد التهديدات.

وأضاف أن بناء الثقة العامة يعد من أبرز أولويات الوكالة، مؤكدًا أن “الثقة العامة هي العنصر الأكثر أهمية في أي استجابة للجائحات، وبدونها فإن أفضل الخطط، والتقنيات المتقدمة، وأفضل اللقاحات لن تكون فعالة”. كما ستسعى الوكالة لتعزيز قدرة سنغافورة على مواجهة الأمراض المتوطنة بجانب الجائحات.
نهج تعاوني واسع
أعلن وزير الصحة أونغ يي كونغ عن تأسيس الوكالة في مارس 2023 خلال مناقشة ورقة بيضاء عن كوفيد-19، بينما تم تعيين المدير العام للصحة، كينيث ماك، رئيسًا للوكالة في مارس من هذا العام. وقد بدأت الوكالة عمليًا منذ 1 أبريل وأطلقت عدة مبادرات، منها إطار سنغافورة للاستعداد والاستجابة للجائحات في يوليو، وتحديث جدول التطعيم الوطني للبالغين في سبتمبر ليشمل لقاحات الحزام الناري وأمراض المكورات الرئوية.
كما تعمل الوكالة على تحديث استراتيجية المراقبة الوطنية لتعزيز الاكتشاف المبكر، وتقوية التعاون، واستغلال تقنيات جديدة مثل المراقبة الجينومية ومراقبة مياه الصرف الصحي، بهدف التنبؤ بالتهديدات الصحية والاستجابة لها بسرعة. كما ستعمل على تعزيز قدراتها المخبرية من خلال استخدام أحدث تقنيات التشخيص، وتطوير تسلسل الجينوم الكامل، وتقوية أنظمة دمج البيانات.
وأكد الرئيس التنفيذي للوكالة، الأستاذ فيرنون لي، أن الوكالة لا يمكن أن تعمل بمعزل عن باقي القطاعات، مشيرًا إلى أن الأمراض المعدية تؤثر على عدة مجالات. وبموجب خطة صحية جديدة تحت شعار “صحة واحدة”، ستتعاون CDA مع الوكالة الوطنية للبيئة، ومجلس الحدائق الوطنية، ووكالة الأغذية السنغافورية، وPUB، بالإضافة إلى مؤسسات القطاع الخاص والأكاديميات والمجتمع المدني.
وعلى الصعيد الدولي، وقعت الوكالة مذكرات تفاهم مع نظيراتها في الصين وألمانيا وهونغ كونغ وكوريا الجنوبية والمملكة المتحدة للتعاون في مجالات المراقبة، والاستعداد، وبناء القدرات.

وأشار السيد بريم راج، المدير بالإنابة لقسم الأمراض البيئية والحدودية والسفرية في CDA، إلى أن مكانة سنغافورة كمركز عالمي للسفر تعني وجود مخاطر مستمرة لانتقال الأمراض، ما يتطلب قدرة على التحرك بسرعة وفق تقييمات المخاطر.










