تشهد الساحة السينمائية المصرية حالة من الجدل حول فيلم “الشاطر” بطولة أمير كرارة، الذي تصدر أخبار الفن خلال الأيام الأخيرة مع تغييرات مفاجئة في مسار عرضه وتفاعل جماهيري وإيرادات متضاربة بين السينمات والمنصات الرقمية
. في هذا التقرير نسلط الضوء على أبرز تطورات الفيلم، كواليس إنتاجه، أسباب رفعه من دور العرض، والحصاد الفني والجماهيري للعمل.
بعد عرض استمر لأربعة أشهر في دور السينما، أعلنت الجهات الموزعة رفع فيلم “الشاطر” نهائياً من معظم الشاشات المصرية بسبب تراجع ملحوظ في الإيرادات، إذ لم يبِع سوى عشرات التذاكر في آخر أيام عرضه بالرغم من ضخامة الإنتاج والحملات الدعائية
القرار جاء تمهيدًا لطرحه رقمياً عبر منصة “يانجو بلاي” ابتداءً من الخميس 13 نوفمبر 2025، لتتاح مشاهدة الفيلم للجمهور المنزلي في أي وقت وبجودة عالية دون قيود القاعات والمواعيد
.قصة الفيلم: الكوميديا والأكشن في ثوب دوبلير
يتميز “الشاطر” بتقديم شخصية أدهم (أمير كرارة)، دوبلير محترف ينفذ أخطر المشاهد نيابة عن أكبر نجوم السينما، يعيش سلسلة من المغامرات والمطاردات حول العالم بحثًا عن شقيقه المخطوف عصفور، ليقوده القدر إلى تركيا حيث يتقاطع مصيره مع كارمن (هنا الزاهد) وصديقه فتوح (مصطفى غريب)
. ينتج عن هذه الرحلة العديد من المواقف الكوميدية التي تمزج الخطر بالفكاهة، ويجد أدهم نفسه متورطًا مع عصابة دولية تغير مسار حياته.
السيناريو من تأليف أحمد الجندي وكريم يوسف وإخراج أحمد الجندي، وقد صُمم ليعيد طرح سؤال الهوية في زمن الأكشن الكوميدي المصري الحديث
.كواليس الأبطال وضيوف العمليجمع “الشاطر” بين ألمع نجوم مصر والوطن العربي: أمير كرارة، هنا الزاهد، مصطفى غريب، عادل كرم، محمد القس، مع ضيوف شرف مثل خالد الصاوي وشيرين رضا وأحمد مكي (الذي شكل ظهوره مفاجأة العمل)، إلى جانب صوت ماجد الكدواني كرواي للأحداث مع أداء طريف كما جرت العادة في تجارب سينمائية سابقة للفريق
.ردود فعل النقاد على الأداء كانت متباينة: أشاد البعض بالتجربة البصرية والجمع بين مشاهد الحركة والفكاهة، بينما رأى آخرون أن بعض الأدوار بدت أقل حضورا من المتوقع رغم نجومية المشاركين، مع ملاحظة استعجال التنفيذ ببعض المشاهد على حساب العمق
.لماذا تراجع الفيلم سينمائياً؟رغم البداية القوية في شباك التذاكر والتوقعات المرتفعة، تراجعت إيرادات “الشاطر” بشكل غير مسبوق حتى في أيام العطلات، ليحقق أرقاماً ضعيفة مقارنة بالتجارب السابقة لأمير كرارة
شكلت المنافسة القوية من أفلام الأكشن والكوميديا الأخرى جزءاً من السبب، كما أشارت بعض التحليلات إلى أن الجمهور بات يفضل الأعمال المعروضة مباشرة على المنصات المنزلية، خاصة مع تزايد تكلفة مشاهدة الأفلام بالصالات
.التجربة الرقمية والأمل في التفاعلتعوّل الجهة المنتجة على أن عرض “الشاطر” عبر منصة “يانجو بلاي” يمنح الفيلم فرصة جديدة للتفاعل، إذ باتت المنصات الرقمية البيئة الحقيقية لاختبار شعبية الأفلام بعد السينما، والمقياس الأهم لقياس نسب المشاهدة والإيرادات الرقمية المباشرة
. يتوقع المتابعون أن يجد العمل شريحة متجددة من المشاهدين خاصة من فئات الشباب والعائلات، بالإضافة إلى الجمهور العربي الخارجي الذي لم يتمكن من مشاهدة الفيلم في دور العرض المحلية.بهذا التحول، ينتظر فيلم “الشاطر” جولة جديدة في ذاكرة المشاهدة المصرية والعربية، وسط تساؤلات حول مستقبل أفلام الأكشن الكوميدي وتداخل قنوات العرض التقليدية والرقمية في تشكيل نجاح الأعمال السينمائية










