سادت حالة من الهدوء الحذر في محافظة السويداء جنوب سوريا منذ فجر الجمعة، بعد ليلة شهدت توتراً عسكرياً واشتباكات متقطعة على المحاور الغربية للمحافظة. ورغم تراجع حدّة المواجهات، ما تزال رشقات نارية متقطعة تُسمع بين الحين والآخر في عدد من المناطق، في وقت نفت فيه مصادر طبية وصول أي قتلى إلى المستشفيات، خلافاً لما تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
خروقات متواصلة لوقف إطلاق النار
تجدّدت الاشتباكات على المحاور الغربية للسويداء بين قوات الحرس الوطني من جهة، وقوات الأمن العام من جهة أخرى، حيث شهدت خطوط التماس عمليات استهداف متبادل عبر الطائرات المسيّرة وقذائف الهاون.
مصادر ميدانية أكدت أن قوات الأمن العام، انطلاقاً من مواقعها في المزرعة وريمة حازم وولغا، نفذت سلسلة من الخروقات العسكرية عبر طائرات مسيّرة ورشاشات ثقيلة، مستهدفة محيط عرى وسليم ومحور النقل، فيما ركزت هجماتها بشكل خاص على محور المجدل الذي شهد اشتباكات وُصفت بالعنيفة.
وأضافت المصادر أن المناوشات اليومية المعتادة منذ أشهر تطورت هذه المرة إلى اشتباكات واسعة، شملت عدة محاور، ما دفع قوات الحرس الوطني إلى الرد بقوة عبر استهداف مصادر إطلاق النار مستخدمة الرشاشات الثقيلة والهاون.
بيان الحرس الوطني: إحباط هجوم واسع على المجدل
أصدر الحرس الوطني في السويداء بياناً أكد فيه أن بلدة المجدل كانت هدفاً لـ”هجوم واسع النطاق” شُنّ عبر عدة محاور، واستُخدمت فيه أسلحة ثقيلة ومتوسطة وطائرات مسيّرة هجومية.
وجاء في البيان أن الهجوم استمر أكثر من ساعة، في محاولة لـ”كسر خطوط الدفاع واستهداف النقاط الحيوية”، إلا أن قوات الحرس تمكنت من صدّ الهجوم وإلحاق خسائر كبيرة بالقوات المهاجمة في العتاد والأفراد، مؤكدة أنها “لقّنت المهاجمين درساً قاسياً” على حد تعبيرها، وأن جميع نقاطها الدفاعية جرى تعزيزها تحسباً لأي تصعيد جديد.
في المقابل، لم يصدر أي تعليق من الطرف الآخر حول سير العملية أو نتائجها.
الوضع الميداني: لا تغيّر في خرائط السيطرة
حتى اللحظة، لا تشير التطورات إلى أي تغيّر في خرائط السيطرة داخل المحافظة. وما تزال الأصوات المتقطعة التي تُسمع في السويداء ومحيطها ناجمة عن عمليات استهداف متبادلة على عدة محاور، في وقت يترقب فيه الأهالي ما ستؤول إليه هذه الخروقات وما إذا كانت مقدمة لتصعيد أكبر خلال الساعات أو الأيام المقبلة.
المشهد في السويداء يبقى مفتوحاً على احتمالات متعددة، وسط غياب أي مؤشرات على عودة ملموسة لالتزام الأطراف بوقف إطلاق النار، واستمرار التحشيدات المتبادلة على الخطوط الأمامية.










