اكتشف أسرار البيت الأبيض من خلال حكايات غاري والترز، أطول رئيس موظفي الإقامة التنفيذية خدمة، الذي عاش تفاصيل حياة كل رئيس أمريكي من نيكسون حتى جورج بوش الابن
مقدمة
البيت الأبيض ليس مجرد رمز لأقوى دولة في العالم، بل هو أيضًا منزل يعيش فيه الناس.
غاري والترز، أطول رئيس موظفي الإقامة التنفيذية خدمة في البيت الأبيض، قضى بين جدرانه نحو ٣٧ عاما داخل الإقامة التنفيذية من عام 1970 حتى 2007، حيث كان حاضرًا في كل تفاصيل حياة الرؤساء الأمريكيين من ريتشارد نيكسون، جيرالد فورد، جيمي كارتر، رونالد ريغان، جورج بوش الأب، بيل كلينتون، وجورج بوش الابن، بما في ذلك عائلاتهم. وصفه البعض بأنه كان “شاهدًا صامتًا” على أحداث البيت الأبيض. التقى فريق West Wing Playbook بوالترز قبل صدور كتابه الجديد White House Memories 1970-2007: Recollections of the Longest Serving Chief Usher، حيث تحدث عن كل شيء بدءًا من هدم الجناح الشرقي وصولًا إلى الغرفة المسكونة بروح الرئيس أبراهام لينكولن.
“ربما كنت الشخص الوحيد الذي تحدث مع الرئيس والسيدة الأولى تقريبًا كل يوم. وهذا كان أكثر ما استمتعت به، التعرف على الرؤساء وعائلاتهم على مستوى شخصي.”

تغييرات البيت الأبيض في عهد ترامب
أجرى الرئيس دونالد ترامب مؤخراً عدة تغييرات في البيت الأبيض، من رصف حديقة الورود، وتجديد الحمام في مقر الإقامة، وهدم الجناح الشرقي لبناء قاعة رقص جديدة. وعندما سُئل والترز عن رأيه، قال:
“الاسم الأصلي للمبنى هو ‘منزل الرئيس’، ومن هنا أبدأ. إنه منزل الرئيس الذي انتُخب للعيش فيه. على مر السنين، حدثت تغييرات كثيرة في البيت الأبيض. شرفة ترومان لم تكن موجودة من قبل ، لكنها موجودة الأن وتم استخدامها من قبل كل الرؤساء منذ ذلك الحين. تم تركيب مسبح في بداية إدارة روزفلت الأولى، وهو الآن غرفة المؤتمرات الصحفية.
اما ملاعب التنس كانت تقع في الأصل جنوب الجناح الغربي، ثم نُقلت إلى الجزء الجنوبي من حدائق البيت الأبيض، وخلال إدارة كلينتون أُضيف فيها مسار للجري.”
وأضاف والترز أن قاعات البيت الأبيض كانت محدودة في القدرة الاستيعابية، ما اضطرهم غالبًا إلى إقامة خيام لتوسيع مساحة الفعاليات.
ذكريات من الجناح الشرقي
“زوجتي كانت موظفة استقبال في الجناح الشرقي خلال نهاية إدارة نيكسون وفورد، وقد التقينا عبر الهاتف أثناء عملي في البيت الأبيض. هذه ذكرى لا تُنسى بالنسبة لي.”
تأثير الإغلاقات الحكومية على موظفي الإقامة
“عند حدوث الإغلاقات، كنا نعدّ قائمة مسبقة بمن يجب أن يتواجد من بين نحو 90 موظفًا في الإقامة التنفيذية. بالطبع، إذا كان الرئيس سيعيش هناك، يجب أن يكون الشيفات موجودين لتحضير الطعام، والخدم لتنظيم الأنشطة الرئاسية، والمهندسون المسؤولون عن التدفئة والتبريد والسباكة حاضرون دائمًا. بعض الموظفين قد يُتركون في إجازة مؤقتة، لكنهم يبقون على أهبة الاستعداد للعودة إذا دعت الحاجة. موظفو الإقامة دائمًا ملتزمين بجدول الرئيس والأحداث العالمية.”
العمل تحت رؤساء من أحزاب مختلفة
“العمل مع رؤساء من أحزاب مختلفة كان تجربة رائعة. كل الرؤساء الذين تعاملت معهم كانوا لطفاء معي ومع عائلتي، وكنت دائمًا أؤكد أن سر طول خدمتي يكمن في الحفاظ على الحياد وعدم لفت الانتباه. كانت مهمتي الأساسية هي إدارة موظفي الإقامة لضمان رعاية الرئيس والسيدة الأولى بأفضل شكل ممكن داخل منزلهم.”
وأضاف والترز أن الغرض من كتابه هو توضيح الفرق بين الإقامة التنفيذية والسياسة:
“اليوم كثير من الناس يقولون ‘قال البيت الأبيض’، لكن بعد 40 عامًا من عملي، لم أجد شخصًا يمثل البيت الأبيض بصوت واحد. الجناحان الشرقي والغربي ليسا أكثر من ملحقات للمنزل الأصلي للرئيس، وكانت مهمتي الأساسية هي العناية بكل ما يحدث داخل المنزل وعلى الأراضي المحيطة به.”
“لحظات لا تُنسى
كان 11 سبتمبر 2001 يومًا صعبًا للغاية ويظل محفورًا في ذهني. كما أتذكر اليوم الذي اجتمع فيه الرئيس ريجان مع الرئيس السوفييتي غورباتشوف في البيت الأبيض لتوقيع معاهدة القوات النووية متوسطة المدى، ثم أدليا ببيان عالمي من غرفة الطعام الرسمية. كنت من بين القلائل الموجودين حينها، وكانت نار المدفأة مشتعلة في الغرفة، وشعرت حرفيًا بأن الحرب الباردة بدأت تذوب. كانت تجربة عاطفية ومؤثرة للغاية.”
“الانطباعات الأولى والأخيرة للعائلات الرئاسية
عادة ما تكون الأيام الأولى دقيقة التنظيم. بين مغادرة الرئيس السابق للبيت الأبيض ووصول الرئيس الجديد بعد نحو ست ساعات، يتم تجهيز المنزل بالكامل، مع ترتيب الملابس في أماكنها الصحيحة، وتجهيز أطعمتهم المفضلة في المطبخ، وإعادة ترتيب الأثاث حسب رغبتهم. ومن الطقوس المتبعة منذ سنوات أن يجتمع الرئيس والسيدة الأولى وأفراد العائلة في آخر يوم لهم مع موظفي الإقامة، وهو مشهد مؤثر للغاية بعد سنوات من العمل معهم.”
“الشعور بأن البيت الأبيض أصبح منزلًا
عادة ما يمكننا تمييز ذلك عندما يبدأ الحديث في الغرف بشكل طبيعي ويتوقف التوتر. الرئيس الجديد وعائلته يستقبلون فريق عمل كان يخدم الرئيس السابق، ويحتاجون بعض الوقت للاعتياد على الوضع الجديد. ومع ذلك، يبرع موظفو الإقامة في التكيف مع العائلات الجديدة وضمان راحتهم.”
“الغرفة المسكونة
لدي العديد من القصص عن الغرفة المسكونة في البيت الأبيض. كثير من الموظفين كانوا مقتنعين بأن روح الرئيس أبراهام لينكولن لا تزال موجودة هناك. أحد الشبان العاملين معنا منذ سنوات طُلب منه من قبل مكتب الأمن استرجاع قطعة أثاث من الغرفة. وعند دخوله، شعر بشيء غريب، ولاحظ أن كرسي الهز في الزاوية يتحرك من تلقاء نفسه. يؤكد هذا الشاب أنه شعر بحضور لينكولن داخل الغرفة.”










