مع تصاعد الهجمات السيبرانية في العالم العربي: السعودية تتصدر الإنفاق وحجم السوق يصل 15 مليار دولار وتبرز مصر كنموذج للحماية الرقمية المتقدمة
مع تصاعد الهجمات السيبرانية في العالم العربي، تتصدر السعودية الإنفاق على الأمن الرقمي بـ4 مليارات دولار، بينما تواجه دول عربية أخرى تحديات متفاوتة في الحماية. وتشير بيانات شركات كاسبرسكي ومايكروسوفت إلى تركيز المتسللين على القطاعات المالية والحيوية والبنية التحتية، مع تزايد الحاجة إلى حلول وقائية متقدمة لمواجهة المخاطر الرقمية المتصاعدة.
السوق العربي للأمن السيبراني
بلغ حجم سوق الأمن السيبراني في المنطقة نحو 15 مليار دولار هذا العام، متوقعاً أن ينمو بين 9% و13% خلال السنوات المقبلة. السعودية تتصدر السوق بقيمة 4 مليارات دولار، تليها مصر التي تجاوزت المليار دولار، ثم الإمارات والكويت بحوالي 820 و620 مليون دولار على التوالي. أما البحرين وقطر، فتقدّر قيمة السوق فيهما بنحو 425 و143 مليون دولار، مع توقعات بزيادة ملحوظة بحلول 2030.
الإنفاق يتركز جغرافياً في المملكة العربية السعودية، حيث تمثل مناطق الرياض ومكة والمنطقة الشرقية 73% من الطلب، فيما تتوزع شركات توفير منتجات وخدمات الأمن السيبراني بنسبة 98% في هذه المناطق نفسها.
أكثر الهجمات انتشاراً وتأثيراتها
تشير تقارير “كاسبرسكي” و”ستورم وول” إلى أن أكثر الهجمات شيوعاً في المنطقة تشمل:
• هجمات التصيد الاحتيالي (Phishing) التي تنتشر عبر رسائل البريد الإلكتروني، حيث يتم إرسال 3.4 مليار رسالة احتيالية يومياً.
• هجمات حجب الخدمة الموزعة (DDoS) التي شهدت زيادة قياسية بنسبة 236% في الربع الثاني من 2025.
• برامج الفدية والابتزاز (Ransomware)، والتي تمثل 52% من الهجمات ذات الدوافع المالية.
• هجمات على واجهات برمجة التطبيقات (API-layer attacks) والهجمات الاستطلاعية لاكتشاف الثغرات.
ووفق تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي، تصل تكلفة الحادثة السيبرانية الواحدة في الشرق الأوسط إلى 8 ملايين دولار، أي ضعف المتوسط العالمي، مع تسجيل خسائر بالمليارات عند تعطّل أنظمة شركات كبرى مثل مايكروسوفت وCrowdStrike، وتأثر مطارات وشركات طيران في المنطقة.

الجاهزية السيبرانية للدول العربية
أظهر مؤشر الأمن السيبراني العالمي 2024 تفاوتاً كبيراً بين الدول:
• المستوى الأول: السعودية، الإمارات، عمان، البحرين، مصر، الأردن، المغرب، وقطر، بدرجات 95-100 نقطة، وتتمتع بأطر قانونية وتقنية متقدمة.
• المستوى الثالث: الجزائر، ليبيا، تونس، والكويت، بدرجات 55-85 نقطة، في طور تطوير منظوماتها الوطنية.
• المستوى الرابع: العراق، لبنان، موريتانيا، السودان، سوريا وفلسطين، بدرجات 20-55 نقطة، تحتاج لبناء بنيتها التقنية.
• المستوى الخامس: اليمن، الأدنى بدرجات 0-20، ما يزال في مراحل التأسيس الأولية.
الذكاء الاصطناعي والحماية المستقبلية
برزت الهجمات المدفوعة بالذكاء الاصطناعي كأحد أكبر التهديدات، حيث يستخدم المهاجمون تقنيات الذكاء الاصطناعي لأتمتة حملات التصيد، وتوليد برمجيات خبيثة أكثر تطوراً، واكتشاف الثغرات بسرعة.
في المقابل، تعتمد المؤسسات العربية على الذكاء الاصطناعي لتعزيز قدراتها، إذ أظهرت دراسات أن استخدام AI يساهم في:
• تحسين القدرة على حجب التهديدات بنسبة 64%
• زيادة دقة الكشف عن الهجمات بنسبة 56%
• تسريع إجراءات الاستجابة للتهديدات بنسبة 56%
وشدد خبراء الأمن السيبراني على ضرورة تبني نهج أمني متعدد الطبقات، يشمل أنظمة حماية متقدمة، تدريب الموظفين، تبادل المعلومات حول التهديدات، النسخ الاحتياطي للبيانات، وخطط التعافي من الكوارث، لضمان استمرارية الأعمال.
خلاصة:
مع تصاعد الهجمات الرقمية، أصبحت حماية البنية التحتية الرقمية في العالم العربي ضرورة استراتيجية. السعودية تتصدر الإنفاق والحماية، في حين تواجه الدول الأخرى تحديات متفاوتة، ما يجعل الاستثمار في الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي أمراً حيوياً لتأمين الاقتصادات والمجتمعات من أضرار محتملة باهظة التكلفة.










