شهدت مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان فجر الأحد تطورا عسكريا لافتا في مسار الحرب السودانية، بعدما تمكن الجيش السوداني من صد هجوم واسع شنته قوات الدعم السريع على مقر الفرقة 22 مشاة، في عملية تعد من أعنف الهجمات منذ بدء الحصار على المدينة قبل نحو عامين.
يأتي الهجوم على مقر الفرقة 22 مشاة الوحيد المتبقي تحت سيطرة الجيش في غرب كردفان بينما تدخل الحرب عامها الثالث منذ اندلاعها في أبريل 2023، في وقت تتقلص فيه نقاط نفوذ الجيش في غرب البلاد، مقابل توسع كبير للدعم السريع في ولايات دارفور وكردفان.
تفاصيل الهجوم: 3 محاور ودرونز وقصف مكثف
تطورا خطيرا في النزاع المستمر بين الجيش السوداني والدعم السريع، الذي يدخل عامه الثالث منذ أبريل 2023.
وتمكن الجيش السوداني من صد الهجوم، لكنه يأتي في سياق تصعيد مستمر يهدد الاستقرار في الإقليم.
تفاصيل الهجوم:
شنت قوات الدعم السريع هجوما كبيرا يوم الأحد 9 نوفمبر 2025 (أو الأحد السابق حسب المناطق الزمنية)، باستخدام طائرات بدون طيار (درونز)، قصف مدفعي مكثف، ومركبات قتالية.
الهجوم جاء من ثلاث اتجاهات رئيسية: الشمال الغربي، الشمال، والشرق، في محاولة لاحتلال المقر تماما وإغلاق الطريق أمام تعزيزات الجيش.
أعلن الجيش السوداني نجاحه في صد الهجوم، مع “التعامل المهني” مع الطائرات والقصف، وإلحاق خسائر فادحة بالدعم السريع، بما في ذلك مقتل قائد الهجوم اللواء محمد صالح، بالإضافة إلى عشرات القتلى والجرحى وتدمير مركبات قتالية.
ونشر الجيش فيديوهات على وسائل التواصل تظهر سيطرته على المناطق المحيطة وتطهيرها من العناصر المتبقية.
الخسائر:
لم يفصح الجيش السوداني عن خسائره، لكن لجنة الطوارئ في بابنوسة (لجنة إغاثة محلية) أكدت السيطرة الجيشية دون تفاصيل عن الضحايا أو الأضرار المادية
أهمية بابنوسة:
المدينة نقطة تقاطع طرق وسكك حديدية حيوية، ومقر الفرقة 22 مشاة الوحيد المتبقي تحت سيطرة الجيش في غرب كردفان.
وتسيطر الدعم السريع على عاصمة الولاية الفولة، بالإضافة إلى مدن مثل النعود، مجلد، والميرم، مما يجعل بابنوسة “العقبة الأخيرة” أمام سيطرة الدعم السريع الكاملة على الولاية، وتهدد حقول النفط في هجليج (الحدود مع جنوب السودان).
الحصار المستمر:
منذ يناير 2024، الفرقة 22 تحت حصار مستمر، مع إمدادات جوية فقط للجيش السوداني بسبب القطع البري.
الهجوم الأخير يأتي بعد فشل للدعم السريع في هجمات سابقة (مثل يونيو 2025 وأغسطس 2025)، ويعد جزءا من استراتيجية الدعم السريع للسيطرة على كردفان، بعد سيطرتها على الفاشر في دارفور.
الهجمات تفاقم التوترات داخل قبيلة المسيرية (الثانية أكبر مصدر لمقاتلي الدعم السريع )، حيث حذر زعماؤها الدعم السريع سابقا من تدمير البنية التحتية النفطية، مما يعكس انقساما داخليا يضعف قوات حميدتي.










