في تصريحات مثيرة خلال جولة ميدانية له في منطقة رفح، قال رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، إيال زامير، إن الجيش الإسرائيلي يستعد للانتقال بسرعة إلى هجوم واسع النطاق في قطاع غزة، موضحا أن الهدف هو السيطرة على المزيد من المناطق على الجانب الآخر من الخط الأصفر. تأتي هذه التصريحات في وقت حساس، في خضم التصعيد العسكري المستمر بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية في غزة.
الاستعدادات للهجوم الواسع
وأشار زامير إلى أن القوات الإسرائيلية تواصل العمل على طول الخط الأصفر، الذي يمثل الحدود المتقدمة في قطاع غزة. وقال زامير: “نحن على استعداد للتحرك بسرعة في حال تطلبت الأوضاع ذلك، من أجل توسيع نطاق سيطرتنا على الأرض”. هذه التصريحات تلمح إلى تصعيد محتمل في العمليات العسكرية الإسرائيلية، التي قد تشمل توسيع الهجمات لتشمل مناطق جديدة في القطاع.
السيطرة العملية على أكثر من 50% من القطاع
وأضاف زامير أن الجيش الإسرائيلي يملك حاليا “السيطرة العملية” على أكثر من 50% من قطاع غزة، ولكن دون السيطرة على السكان المدنيين في تلك المناطق. وتعد هذه النقطة مثيرة للجدل، حيث إن السيطرة على الأرض لا تضمن بالضرورة السيطرة الفعلية على المجتمعات المحلية، وهو ما يعكس تحديا كبيرا في أي عملية عسكرية طويلة الأمد.
الهدف: منع حماس من الحشد
وفي سياق حديثه، شدد زامير على أن أحد الأهداف الرئيسية للجيش الإسرائيلي في الوقت الراهن هو منع حركة حماس من إعادة تنظيم صفوفها في غزة، خاصة عبر التحكم في التضاريس الاستراتيجية ومعابر غزة. وقال: “نهدف إلى قطع الإمدادات والموارد التي تمكن حماس من الحشد والتمويل، وبالتالي منعها من استعادة قوتها”. تعتبر هذه التصريحات جزءا من استراتيجية أكبر للجيش الإسرائيلي تهدف إلى تقويض قدرة حماس على تنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية في المستقبل.
التصعيد العسكري في غزة
تأتي تصريحات رئيس أركان جيش الاحتلال في وقت يشهد فيه قطاع غزة تصعيدا عسكريا كبيرا، مع استمرار الهجمات الجوية والبرية على المناطق التي يشتبه في وجود عناصر من حركة حماس فيها. وقد تسببت العمليات العسكرية الإسرائيلية في مقتل العديد من المدنيين الفلسطينيين وتدمير واسع للبنية التحتية في القطاع، مما فاقم من معاناة السكان المحليين في غزة.
ردود فعل فلسطينية
من جانبها، استنكرت الجهات الفلسطينية هذه التصريحات واعتبرتها جزءا من محاولات الاحتلال لتبرير توسيع نطاق عدوانه في غزة. وقالت مصادر في حركة حماس: “هذه التصريحات تكشف عن نوايا الاحتلال الاستمرار في ارتكاب الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، في محاولة لتصفية المقاومة ومحو التاريخ الفلسطيني”.
كما أكدت حماس أن “أي محاولة للسيطرة على مزيد من الأراضي لن تثنيها عن مواصلة مقاومتها ضد الاحتلال”.
تظهر تصريحات رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي استمرارية الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث يهدف الجيش إلى توسيع السيطرة على الأرض وتقويض قدرة حماس على الحشد. ومع تزايد وتيرة العمليات العسكرية، يتزايد القلق من تصاعد العنف والدمار في غزة، في وقت تستمر فيه محاولات المجتمع الدولي للضغط من أجل تهدئة الوضع.










