أصدر عدد من القادة والمشايخ المنشقين عن تنظيم القاعدة في اليمن، يوم 14 نوفمبر، بيانا شديد اللهجة، اتهموا فيه القيادة الحالية بـ”الانحراف عن المبادئ وتسييس المحاكم”، ودعوا إلى الاحتكام إلى “محكمة مستقلة” للنظر في قضايا الجرائم والفساد والخلافات الداخلية.
ويقول مراقبون إن البيان يعكس “تآكلا داخليا في قيادة التنظيم وهشاشة بنيته”، ويعد مؤشرا على انقسامات عميقة قد تهدد استقرار تنظيم القاعدة تحت قيادة أيمن الظواهري أو خلفائه المحتملين.
خلفية البيان
نشر البيان عبر قنوات مشفرة على تطبيقات التواصل الآمن مثل تلغرام وروابط على شبكة الدارك ويب. وانتقد المنشقون “الانحرافات الحديثة” في سياسات التنظيم، خاصة التوسع غير المنضبط نحو التحالفات مع جماعات إقليمية أخرى، والتركيز على الاستقرار الداخلي في اليمن وسوريا بدل “الجهاد العالمي المباشر ضد الغرب”، و”التخاذل أمام الضغوط الاستخباراتية الدولية” وتقليص العمليات الخارجية.
ودعا البيان إلى العودة إلى “الجذور السلفية الصرفة” كما كانت في عهد أسامة بن لادن، محذرا من تفكك التنظيم إذا لم يتم الالتزام بالمبادئ الأصلية.
أبرز الموقعين
يضم البيان قيادات بارزة: الشيخ سند الوحيشي: شقيق ناصر الوحيشي مؤسس تنظيم القاعدة في جزيرة العرب (AQAP) وقيادي ميداني سابق في اليمن، يمثل الجناح التقليدي اليمني.
وثلاثة أعضاء آخرون منشقون عن فروع التنظيم، من بينهم “أمراء ميدانيون” شاركوا في عمليات كبرى سابقة، وأكثر من 20 أميرا ومشيخا مجهولين لأسباب أمنية، يمثلون جناحا متوسط المستوى في اليمن وأفغانستان وسوريا، ويرون أن القيادة الحالية تركز على التمويل والحفاظ على الوجود بدل الهجمات الجريئة.
ويشير الخبراء إلى أن هذا الانشقاق قد يشمل آلاف العناصر ويشكل “جناحا داخليا كبيرا وخطيرا” داخل التنظيم.
المحللون يرون أن البيان قد يؤدي إلى ظهور فرع مستقل للتنظيم، على غرار انشقاق جبهة النصرة عام 2016، ورفض التحالفات الضمنية مع جماعات مثل طالبان، وزيادة التنافس الداخلي بين الأجنحة، ما يرفع احتمالات الهجمات العشوائية.
ويعيد البيان إحياء “التراث الوحيشي” كرمز للجهاد النقي، مسلطا الضوء على الصراع بين الجناح التقليدي الرافض للتحولات البراغماتية، والقيادة المركزية التي تسعى للحفاظ على الهيكل التنظيمي.
ردود الفعل
القيادة المركزية للتنظيم: لم تصدر ردا رسميا، لكن مصادر مقربة تشير إلى “تحقيق داخلي” وتهديدات بتصفية المنشقين.
يشير هذا الانشقاق إلى مرحلة حساسة في تاريخ تنظيم القاعدة، حيث تتداخل خلافات أيديولوجية مع صراعات على النفوذ والتمويل. وتعد هذه التطورات بمثابة اختبار حقيقي لقدرة التنظيم على الحفاظ على تماسكه وسط الضغوط العسكرية والاستخباراتية الدولية.










