تقرير سري: إرث إسرائيل الثقافي محفوظ في أرشيف هارفارد،كشفت صحيفة هآرتس في 15 نوفمبر 2025 عن مشروع سري لحفظ التراث الثقافي الإسرائيلي في منشأة خارج حرم جامعة هارفارد في ماساتشوستس، وصفت بأنها “قبو يوم القيامة” للآثار الثقافية والتاريخية لإسرائيل، في حال تعرض الدولة لأي كارثة وجودية. يحمل المشروع أبعادا ثقافية واستراتيجية، حيث يجمع بين الحفاظ على الهوية الوطنية ومواجهة التهديدات النووية وعدم الاستقرار الإقليمي.
محتويات الأرشيف:
يضم المشروع أكثر من 250,000 قطعة رقمية من “إسرائيليانا”، تشمل ملصقات، خرائط صهيونية قديمة، صور فوتوغرافية للحياة اليومية في الكيبوتسات والمهرجانات، وعروض مسرحية.
وثائق نادرة من الحركة الصهيونية، بما في ذلك أرشيف الصندوق القومي اليهودي والمواد الأرشيفية من الأرشيف الصهيوني المركزي.
مواد حديثة عابرة مثل تذاكر، أوراق لعب، كتيبات دينية، جميعها ممسوحة ضوئيا ضمن مشروع “المجموعة اليهودية الرقمية” في جامعة هارفارد.
إجراءات الحفظ والسرية:
الأرشيف معتمد على الرقمنة أولا، مع نسخ مادية مخزنة في خزائن مقاومة للقنابل ومكيفة.
الموقع مصنف وغير متصل بالحرم الجامعي لتقليل المخاطر الأمنية، مع وصول محدود عبر القياسات الحيوية فقط.
الدوافع والأصول:
المشروع وصف بأنه “بوليصة تأمين نووي” للحفاظ على التراث الثقافي في ظل المخاطر الوجودية.
جذوره تعود إلى أوائل القرن الحادي والعشرين، مستلهما من مشاريع ثقافية عالمية مثل قبو بذور سفالبارد والنظام الأرشيفي للفاتيكان.
تصاعدت الحاجة بعد التوترات الإقليمية وتصعيدات غزة ولبنان بين 2023 و2024، إضافة إلى النقاشات حول الغموض النووي الإسرائيلي.
الشخصية الرئيسية:
إيهود بن عزر، ناشط ومؤرخ إسرائيلي، يقود المشروع ويصفه بأنه “يحافظ على روح أمة قد تتلاشى بين عشية وضحاها”.
السياق الأوسع:
تواجه إسرائيل تحديات أرشيفية محلية مع حجب آلاف الملفات الحساسة لتجنب كشف جرائم أو تحالفات محرجة.
مشروع هارفارد يعوض فجوة الوصول العالمي للمواد في حال تعثر المؤسسات الإسرائيلية.
الأبعاد الأكاديمية والتمويلية:
المشروع مرتبط بمركز هارفارد للدراسات اليهودية ومكتبة ويدنر، ويستفيد من خبرات الموارد الأكاديمية الأمريكية للحفظ “المحايد”.
التمويل مجهول المصدر، يشاع أنه من فاعلي خير يهود.
الآثار المترتبة:
المشروع يشكل شهادة على تحديات إسرائيل الثقافية في خضم الخوف الوجودي.
إذا فتح الأرشيف يوما، فقد يتيح رقمنة تاريخ مشترك بين الفلسطينيين والإسرائيليين، رغم الجدل حول محو أو إعادة كتابة الروايات.
ويعد أرشيف هارفارد مشروعا استثنائيا يجمع بين التخطيط الاستراتيجي للحفاظ على الهوية الوطنية واعتبارات أمنية ثقافية، في ظل عالم مليء بالمخاطر الوجودية لإسرائيل.










