رحيل صاحبة الأناقة الهادئة: منيرة سنبل وداعًا للجيل الذهبى
أسرار الاعتزال المبكر لصاحبة أجمل ملامح في الخمسينياتمن ملكة جمال الإسكندرية إلى نجمة الشاشة… كيف سطعت ثم اختفت منيرة سنبل؟تقرير صحفي: وداعاً منيرة سنبل… أيقونة الأنوثة في العصر الذهبي للفن المصري ترحل في صمت
ودعت الساحة الفنية المصرية والعربية الفنانة منيرة سنبل، صاحبة الملامح الهادئة والأدوار الخالدة، التي غيّبها الموت يوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025، عن عمر ناهز 86 عامًا. ورغم قصر مشوارها الفني، ظل اسمها محفورًا في وجدان عشاق الأبيض والأسود كواحدة من أبرز وجوه السينما في الخمسينيات
.البدايات مع الجمال والثقافة
ولدت منيرة سنبل في الإسكندرية يوم 15 يونيو 1939، وتلقت تعليمها في كلية البنات الإنجليزية ثم التحقت بالجامعة الأمريكية، وهو ما منحها خلفية ثقافية متميزة. اكتشفها الوسط الفني بعد حصولها على لقب “ملكة جمال الإسكندرية” عام 1956، حيث نشرت صورها مجلة الكواكب، ما دفع المنتجين إلى التهافت على ضم جمالها وخفة ظلها إلى الشاشة
نجاح سريع ومسيرة قصيرة
برزت منيرة سنبل كممثلة شابة ذات جاذبية واضحة في عدة أفلام أهمها “شارع الحب” عام 1958، والذي قدمت خلاله دور “ميرفت” أمام العندليب عبد الحليم حافظ، لتصبح تلك الشخصية علامة فارقة في السينما المصرية. سبق ذلك مشاركتها في أفلام مثل “شياطين الجو” مع أحمد رمزي، و”نساء في حياتي” مع يحيى شاهين، بالإضافة إلى “ليلة رهيبة” و”سجين أبو زعبل” و”الحب الصامت”
.رغم قصر فترة عملها الفني، شاركت منيرة سنبل في نحو ستة أفلام فقط بين 1956 و1960، قبل أن تتخذ قرار الاعتزال نهائيًا. ابتعدت عن الأضواء لأكثر من 60 عامًا بعد الزواج، متفرغة لحياتها الخاصة وأطفالها، رافضةً كل عروض العودة أو الظهور الإعلامي، سوى صورة أخيرة تجمعها بالفنانة رانيا فريد شوقي عام 2020، كانت بمثابة آخر ذكرى توثّق حضورها الإنساني
.وداع هادئ وجدل حول وفاتها
اللافت أن خبر وفاة منيرة سنبل لم ينتشر فور حدوثه، بل وصل إلى جمهورها بعد ستة أيام تقريبًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما فتح باب التساؤلات حول سبب الغياب الطويل بين إعلان الوفاة ووداعها رسميًا. إلا أن عائلتها وجمهور الكلاسيكيات أجمعوا على أنها عاشت حياة راضية وهادئة وظلت محتفظة بتقدير وحب الجيل الذي شاهدها في صباها
.إرث فني خالد وصورة ثابتة
لا يزال مشهد ميرفت في “شارع الحب” واحدًا من أكثر مشاهد السينما تداولاً واسترجاعًا مع كل ذكرى للعندليب، لتبقى منيرة سنبل في ذاكرة الفن العربي مثالاً للجمال الكلاسيكي والرقي الهادئ، واسمًا منسيًا يستحق أن يُعاد الاحتفاء به في كل موسم يعيدنا إلى زمن الإبداع الحقيقي
.هكذا أسدل الستار أخيرًا على قصة فنانة رحلت بصمت بعد أن تركت فينا الأثر الكبير بأقل عدد من الأعمال، لتبقى باقية في الذاكرة رمزًا من رموز الجمال والفن الصافي لنصف قرن مضى.










