كشفت مصادر صحية سودانية عن حالة استنفار طبي في المناطق الحدودية مع إثيوبيا، وذلك في أعقاب إعلان الأخيرة تفشي فيروس ماربورغ شديد الخطورة في مناطقها الجنوبية المتاخمة للسودان.
وكانت وزارة الصحة الاتحادية والمعهد الإثيوبي للصحة العامة قد كشفا، في الرابع عشر من الشهر الجاري، عن تسجيل تفشي لفيروس ماربورغ، الذي يعد من أخطر الأمراض النزفية الفيروسية في العالم، إذ قد تصل نسبة الوفيات به إلى 88% في غياب التدخل الطبي المبكر.
إجراءات وقائية في الجوار
أثار التفشي قلقا واسعا في دول الجوار، خاصة بعد التحركات السريعة التي اتخذتها إثيوبيا ودولة جنوب السودان:
إشادة دولية للاستجابة الإثيوبية: أشاد الدكتور جان كاسيا من هيئة المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (Africa CDC) بسرعة وشفافية استجابة إثيوبيا، مؤكدا دعم الهيئة ومشاركتها في توفير معدات الفحص وتدريب الكوادر المخبرية على التسلسل الجيني والسلامة البيولوجية.
جنوب السودان في حالة تأهب: أعلنت جمهورية جنوب السودان المجاورة عن تشديد إجراءاتها الوقائية على طول الحدود المشتركة، وأكدت وزيرة الصحة، سارة كليتو ريال، تفعيل مركز عمليات الطوارئ الصحية العامة في جوبا ونشر فريق استجابة سريعة في المقاطعات عالية الخطورة.
السودان: تساؤلات حول الجاهزية
في المقابل، أعربت منظمات محلية عن قلقها لغياب خطة معلنة من وزارة الصحة الاتحادية في السودان بشأن أي إجراءات وقائية على الحدود المشتركة مع إثيوبيا وجنوب السودان، مما يثير تساؤلات حول مستوى الجاهزية في مواجهة احتمالات انتقال الفيروس.
معلومات عن الفيروس القاتل
ينتمي فيروس ماربورغ إلى نفس العائلة التي تضم فيروس إيبولا، وينتقل أساسا من خفافيش الفاكهة إلى البشر، ثم ينتشر عبر الاتصال المباشر بسوائل الجسم.
الأعراض: تظهر الأعراض بشكل مفاجئ، وتشمل حمى وصداعا شديدا وآلاما عضلية، تليها في المراحل المتقدمة نزيف داخلي وخارجي وفشل في الأعضاء الحيوية.
الوقاية والعلاج: لا يوجد حتى الآن علاج نوعي أو لقاح معتمد ضد الفيروس، ويقتصر التدخل الطبي على الرعاية الداعمة المكثفة وعزل المرضى بشكل صارم، مما يجعل الوقاية الصارمة هي خط الدفاع الأول ضد المرض.
وكان الفيروس قد اكتشف لأول مرة عام 1967، ومنذ ذلك الحين ظهرت تفشيات قاتلة في عدد من الدول الأفريقية.










