كشفت صحيفة التلغراف البريطانية، في تقرير نشرته حول الحرب التي استمرت 12 يوما بين إسرائيل واإيران، أن الأجهزة الأمنية الإيرانية تعيش حالة من الصراع الداخلي والارتباك العميق، وسط مخاوف متزايدة من النفوذ والاختراق الإسرائيلي داخل المؤسسات الحساسة في البلاد.
وبحسب مصادر حكومية تحدثت للصحيفة، فإن عناصر من الحرس الثوري وعددا من المؤسسات الأمنية والقيادات البارزة باتوا في مواجهة مباشرة بعضهم مع بعض، في ظل سباق لإظهار الولاء للنظام وتبرئة النفس من أي شبهات تعاون مع المخابرات الإسرائيلية.
ونقلت التلغراف عن مسؤول رفيع في إيران قوله:”العديد من المسؤولين، بما في ذلك في الحرس الثوري، يفعلون كل ما يستطيعون لإقناع النظام بأنهم لم يرتكبوا أي خطأ، بعد أن أصبح واضحا للجميع أن الإسرائيليين تسللوا بشكل كبير إلى العديد من المؤسسات.”
مخاوف من اتهامات داخلية متبادلة
أشار التقرير إلى تنامي القلق من أن بعض الأفراد الذين قد يكونون تعرضوا لضغوط من إسرائيل أو تعاونوا مع مخابراتها، قد يلجؤون إلى اتهام عناصر موالية زورا بالخيانة لتجنب الملاحقة، وهو ما يزيد حدة الفوضى داخل الدوائر الأمنية.
وفي جلسة علنية للبرلمان الإيراني في 10 نوفمبر، قال الرئيس مسعود بزشكيان:”لم أخش ما قد يحدث خلال حرب الاثني عشر يوما، لكنني خشيت أن يحدث شيء للقيادة… حينها سنتقاتل نحن، ولن تكون هناك حاجة لإسرائيل.”
إقالات مثيرة للجدل
وذكرت الصحيفة أن الإعلان المتأخر عن إقالة محمد رضا نقدي من منصب نائب قائد الحرس الثوري أثار تكهنات واسعة حول احتمال اعتقاله بتهمة التعاون مع إسرائيل، خصوصا أنه شغل مناصب استخباراتية حساسة في الحرس الثوري وفيلق القدس لسنوات طويلة.
وقد سبق أن اعتقل وأعدم اثنان من مسؤولي مكتبه بتهم تتعلق بالتجسس لصالح تل أبيب.
اختراق استخباراتي غير مسبوق
وفي سياق متصل، أعادت التلغراف التذكير بما كشفته صنداي تايمز البريطانية في أغسطس الماضي، حول نجاح إسرائيل في تنفيذ سلسلة من العمليات الاستخباراتية والعسكرية “المعقدة” داخل إيران خلال العام المنصرم.
وأوضح التحقيق أن هذه العمليات، التي شملت اغتيال قيادات في حزب الله وحماس وتدمير معدات وبنى تحتية في مواقع استراتيجية إيرانية، أسهمت في تحويل ميزان القوى لصالح إسرائيل، وفق مصادر استخباراتية إسرائيلية.
أزمة ثقة داخلية
التطورات المتسارعة — وفق ما أوردته الصحف البريطانية — تعكس أزمة ثقة خطيرة داخل هرم السلطة الإيرانية، وتكشف عن خوف متزايد من حجم الاختراق الإسرائيلي، بما قد يهدد تماسك الأجهزة الأمنية والعسكرية، في لحظة إقليمية شديدة الحساسية.










