أبدى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استعداده لإجراء “حوار جاد وهادئ” مع نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، في تصريحات أدلى بها قبيل انعقاد قمة مجموعة العشرين في جنوب إفريقيا، معبرا عن رغبته في تحقيق نتائج ملموسة في حال تهيئة الظروف المناسبة.
وقال ماكرون: “أنا متاح بطبيعة الحال لأي حوار جاد وهادئ مع الرئيس الجزائري… أريد أن تحظى فرنسا بالاحترام، وإذا توفرت الشروط وتمكنا من تحقيق نتائج، فأنا مستعد تماما لأي نقاش على المستويين السياسي والدبلوماسي”، مشيرا إلى أن الفرق الدبلوماسية تعمل حاليا على هذا الملف لإعادة تفعيل القنوات بين البلدين.
وأشارت تقارير صحفية فرنسية إلى بوادر انفراج في العلاقات المتوترة بين باريس والجزائر، حيث تزايدت وتيرة الاتصالات الدبلوماسية مؤخرا، وجرى الحديث عن خطوات عملية قد تمهد لفتح صفحة جديدة أكثر استقرارا.
وقالت صحيفة “لوفيغارو” إن تصريحات ماكرون جاءت بعد استقباله الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال في قصر الإليزيه، مشيرة إلى مؤشرات إيجابية أخرى، منها الرسالة التي وجهها الرئيس الفرنسي إلى تبون بمناسبة الذكرى الـ63 لاندلاع الثورة الجزائرية.
كما أفادت قناة “BFMTV” وصحيفة “20 minutes” بأن تحسنا ملحوظا بدأ يظهر في العلاقات الثنائية منذ قرار الرئيس تبون بالإفراج عن صنصال، الذي اعتقل في الجزائر الصيف الماضي. ولفتت التقارير إلى أن ماكرون يسعى لمعالجة الخلافات الثنائية في ملفات حساسة مثل الهجرة والأمن والتعاون القضائي.
إلا أن الجانب الجزائري نفى ارتباط التقارب الدبلوماسي بقرار العفو، حيث أكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف، أن استئناف الاتصالات بين البلدين “سبق قرار العفو”، مضيفا أن إطلاق سراح صنصال “لم يؤثر على مسار العلاقات الثنائية”، داعيا إلى “عدم المبالغة في تأويل دلالاته”.
وفي سياق متصل، دعا عدد من المسؤولين الفرنسيين إلى اعتماد نهج الحوار بدلا من المواجهة. وقال وزير الداخلية الفرنسي لوران نونيز إن أساليب “لي الأذرع” والضغط “غير مجدية”، بينما شدد وزير الخارجية جان-نويل بارو على ضرورة احترام السيادة الجزائرية كشرط لاستعادة الثقة، مؤكدا أن الإفراج عن صنصال شكل “صفعة قوية” لدعاة التصعيد والسياسات المتشددة تجاه الجزائر.
تعكس هذه التطورات مؤشرات على رغبة الجانبين في تهدئة التوترات وإعادة بناء الثقة، ما قد يمهد لإطلاق مرحلة جديدة من التعاون الثنائي بين باريس والجزائر في المستقبل القريب.










