خبراء أمريكيون يحذرون من تآكل النظام الإيراني على غرار انهيار الاتحاد السوفييتي، وسط أزمات اقتصادية وعسكرية متصاعدة وضغوط داخلية وخارجية على طهران.
واشنطن –20 نوفمبر 2025 – حذر خبراء أمريكيون من أن إيران تمر بمرحلة حرجة من التآكل السياسي والاقتصادي والعسكري، مشابهة لما شهده الاتحاد السوفييتي قبل انهياره، في ظل الضغوط الداخلية والخارجية المتزايدة هذا العام.
وخلال ندوة خاصة بثتها قناة “إيرانإنترناشيونال”، أكد نورمن رول، المسؤول السابق عن ملف إيران بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) والذي يمتلك خبرة تزيد عن 30 عامًا، أن هناك عناصر داخل النظام الإيراني “تعترف في اجتماعاتها الخاصة بأن النظام يواجه خطر الانهيار”. وأضاف:
“هم يدركون أننا على مشارف المرحلة الأخيرة من عمر الاتحاد السوفييتي، وأن وفاة القائد الحالي لا تعني نهاية النظام، بل يسعون إلى إيجاد وسائل لضبط الوضع وتمديد عمر النظام.”
بدوره، أشار مارك دوبوويتز، المدير التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إلى أن التشابه بين الوضع الإيراني والاتحاد السوفييتي محدود:
“إيران ليست الاتحاد السوفييتي، ولا عام 2025 يعادل 1989، لكن التاريخ يرسل أصداءً تحاكي أحداث الماضي”. وأضاف أن الإصلاحات الاجتماعية المحدودة في إيران تشبه محاولات غورباتشوف لإنقاذ الاتحاد السوفييتي، والتي انتهت في النهاية بانهياره
الضغوط العسكرية والاقتصادية
أوضح التقرير أن الهجمات الإسرائيلية المفاجئة في يونيو أدت إلى مقتل “عشرات من كبار قادة الحرس الثوري وخبراء البرنامج النووي” وتعطيل جزء كبير من منظومة الدفاع الجوي الإيراني. كما تدخلت الولايات المتحدة باستهداف ثلاثة مواقع نووية قبل إعلان وقف إطلاق النار.
وتصاعدت الأزمة بعد الحرب، إذ شملت العقوبات الاقتصادية الأمريكية الأوروبية، في حين خففت السلطات الإيرانية القيود على الحجاب جزئيًا، لكن تقارير حقوقية سجلت ارتفاع الإعدامات والاعتقالات وتوسّع القيود على حرية التعبير
استراتيجية الولايات المتحدة وإسرائيل
رول أكد أن أي تغيير جذري في النظام الإيراني لا يمكن فرضه من الخارج، ويجب أن يكون التغيير نتيجة لجهود داخلية للشعب الإيراني، بينما يشير دوبوويتز إلى أن إسرائيل تعتبر تغيير النظام في طهران هدفًا مركزيًا ضمن استراتيجيتها، خصوصًا بعد هجمات أكتوبر الأخيرة.
كما لفت دوبوويتز إلى أن السياسة الأمريكية تعتمد على دعم المعارضة الداخلية والضغط الاقتصادي والسياسي، بدلًا من الاعتماد على ضربات عسكرية مباشرة.
حكومة متآكلة واستراتيجية خارجية محدودة
وصف رول الوضع في إيران بأنه يذكّر بأواخر الثمانينيات في الاتحاد السوفييتي، مشيرًا إلى أن النظام يواجه حالة تآكل لا يمكن تفاديها. وأكد أن أي تدخل خارجي لن يكون قادرًا على إحداث تغيير جذري، وأن الدور الأمريكي يجب أن يقتصر على دعم الشعب الإيراني لتحقيق الإصلاحات داخليًا بما يتوافق مع مصالحه.
من جهته، أوضح دوبوويتز أن إسرائيل تعتبر إسقاط النظام في طهران هدفًا أساسيًا ضمن استراتيجيتها، خاصة بعد هجمات السابع من أكتوبر، إلا أنه شدد على أن السياسة الأمريكية الحالية تركز على زيادة الضغط ودعم المعارضة الداخلية، بدل اللجوء إلى التدخل العسكري المباشر
رسائل النظام والبروباجندا السياسية
يتهم النظام الإيراني الولايات المتحدة وإسرائيل بمحاولة الإطاحة به، ويؤكد أن استمراره قائم على الدعم الشعبي وقدرته على مواجهة الضغوط الخارجية. وفي طهران، انتشرت لوحات دعائية تصور صدام حسين ومعمر القذافي داخل تاج تمثال الحرية، في رسالة رمزية تحذر من مصير القادة الذين تواجههم التدخلات الأجنبية. ويشير الخبراء إلى أن سقوط طغاة مثل صدام والقذافي لم يحدث بضربة واحدة، وأن أي هجوم محدود على المنشآت النووية لن يطيح بالنظام الإيراني، بينما تعتمد استراتيجية الضغط الأمريكي الحالية على تعزيز دعم المعارضة الداخلية ورفع مستوى الضغوط السياسية والاقتصادية على طهران










