الجزائر تعزز صناعتها بالتكنولوجيا الإيطالية، حيث يوقع الرئيس تبون اتفاقيات استراتيجية مع الشركات الإيطالية لدعم التكامل المحلي وتنمية الاقتصاد المستدام
الجزائر، 21 نوفمبر 2025 – تعمل الجزائر على تعزيز التعاون الاستراتيجي مع إيطاليا، لا سيما في مجالات الطاقة والصناعة والبنية التحتية، التي يعتبرها الرئيس عبد المجيد تبون ركائز أساسية لتحديث الاقتصاد الوطني. وخلال حديثه مع الصحفيين
وقد شدد الرئيس أمس على أهمية الشراكة مع روما، مؤكّدًا على الدور المحوري لنقل التكنولوجيا وزيادة القدرة الإنتاجية المحلية.
زيادة التكامل الصناعي
واحدة من المحاور الرئيسية في الاستراتيجية الجزائرية هي رفع معدل التكامل الصناعي، أي زيادة نسبة المكونات والمواد والعمليات الإنتاجية المصنّعة محليًا بدل استيرادها. وأوضح تبون أن الجزائر تهدف إلى تقليل الاعتماد على الواردات من خلال مشاريع قادرة على إنشاء سلاسل إنتاج كاملة، خصوصًا في القطاعات ذات المحتوى التكنولوجي العالي. وفي هذا السياق، قررت الحكومة عدم تجديد العقد مع شركة رينو، معتبرة أن مساهمتها في التكامل المحلي غير كافية.
وفي المقابل، اعتُبرت شركة فيات الجزائر نموذجًا ناجحًا، إذ أبرز تبون أن العلامة الإيطالية زادت بشكل ملحوظ من استخدام المكونات المحلية، مساهِمةً في بناء قدرات صناعية وطنية ودعم فرص العمل المؤهّل. وأشار الرئيس إلى أن التعاون مع المجموعة الإيطالية يُظهر كيف يمكن للشراكات المتينة أن تدعم التنمية التكنولوجية ونمو قطاع السيارات.
تعزيز دور الوكالة الوطنية للاستثمار وبرامج الشباب
تشمل السياسة الصناعية الجزائرية أيضًا دورًا معززًا للوكالة الجزائرية لتعزيز الاستثمار (AAPI)، المكلفة بتركيز الجهود في المراكز الصناعية والمناطق المخصصة للشركات الصغيرة والمتوسطة. الهدف هو جذب الاستثمارات، ودعم التنويع الاقتصادي، وتشجيع المبادرات الشبابية عبر برامج مخصصة مثل “StarTab”.
مشاريع اجتماعية وصناعية في الشرق الجزائري
خلال زيارة تفقدية إلى قسنطينة، المدينة الشرقية الهامة ومركز إداري وجامعي تاريخي، دشّن تبون عدة مشاريع ذات قيمة اجتماعية وصناعية عالية، منها مستشفى جامعي، مجمّع رياضي، مصنع للأدوية متخصص في علاج الأورام، ومشروع إسكان “عدل 3”. وتهدف هذه المبادرات، وفقًا للرئاسة، إلى تحسين الخدمات العامة وخلق فرص اقتصادية جديدة.
كما جدد الرئيس التزام الجزائر بتشجيع التكنولوجيا المستدامة والصناعات منخفضة التأثير البيئي، بما يتماشى مع التحول الطاقي العالمي. وفي هذا المسار، تظل إيطاليا شريكًا مفضّلًا، سواء لدورها في قطاع الطاقة أو لمساهمتها في برامج تحديث الصناعة. وتعكس هذه الاستراتيجية سعي الجزائر لتعزيز استقلالها الإنتاجي وتموضعها كلاعب صناعي مؤثر في الأسواق الإقليمية والدولية.










