تصدر اسم يحيى أبو الفتوح، نائب رئيس البنك الأهلي المصري، الساحة الإعلامية ومنصات التواصل خلال الساعات الماضية بعد انتشار فيديو مقتطع له يحمل تصريحات وُصفت بأنها مسيئة لجماهير النادي الأهلي، الأمر الذي أشعل موجة جدل قانوني وبيانات رسمية متبادلة بين إدارة البنك الأهلي وإدارة القلعة الحمراء، وطُرح على إثره نقاش واسع حول مهنية المسؤولين في كبرى المؤسسات المالية ودور السوشيال ميديا في تضخيم الأزمات
“”حرب النادى الأهلي ويحي أبوالفتوح: أزمة جيل يرسمها فيديو وصورة”
بداية الأزمة: فيديو مقتطع ورد فعل جماهيري حاد
تبدأ فصول الأزمة بتسريب مقطع قصير من جلسة خاصة جمعته بشخصيات عامة عقب نهائي كأس السوبر المصري، إذ يقول أبو الفتوح: “التعليم بايظ… عشان كده معظم الشعب أهلاوية
“، وهي جملة اعتبرت مزاحا في سياقها الأصلي وفق رواية أبو الفتوح نفسه، لكنها أخذت بعد النشر طابع الإساءة لملايين من جماهير النادي الأهلي، مما استفز الإدارة والجماهير على حد سواء وولد ردود فعل غاضبة
.الأهلي من جهته أصدر بيانًا رسميًا أعلن فيه التصعيد
وتقديم شكاوى عاجلة لمجلس الوزراء، وزير المالية، وزير التعليم، وزير الرياضة ومحافظ البنك المركزي، مشددًا على ضرورة محاسبة المسؤول عن الإساءة والنيل من رموز ومؤسسات جماهير الرياضة المصرية، ومطالبًا بتحقيقات رسمية ورد اعتبار جماهير النادي
يحيى أبو الفتوح يرد ويوضح ملابسات الفيديو
خرج نائب رئيس البنك الأهلي المصري سريعًا ليوضح عبر فيسبوك أن الفيديو المتداول “مقتطع وتم نشره دون إذن أو موافقة” وأنه لم يكن في نية كلامه أي إساءة لجماهير الأهلي الذين قال إن أغلب أفراد عائلته وأصدقائه ينتمون إليهم
. وأكد أن ما حدث كان مزحة عفوية بعد مباراة كرة قدم وأن الاحترام بين الجماهير سيبقى الأساس مهما اشتد التنافس الرياضي.كما جدد اعتذاره الشخصي للنادي الأهلي وجمهوره وقال: “لن أتردد في اتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة حيال أي استغلال أو اجتزاء لكلامي خارج سياقه”
. وأكد احترامه لكل الفرق المصرية وجماهيرها وحرصه الدائم على صورة المؤسسات الوطنية
.تصعيد قانوني وضغط مؤسسي واسعفي ظل التفاعل الحاد، كلف النادي الأهلي مستشاره القانوني برفع شكوى رسمية للنائب العام والمطالبة باتخاذ كافة الإجراءات ضد أبو الفتوح
. في الوقت ذاته، جددت إدارة البنك الأهلي دعمها لمبادئ الاحترام المتبادل بين العملاء والمؤسسات، مع التأكيد على أن الفيديو لم يصدر عن موقف رسمي للبنك بل مجرد تعليق فردي خارج إطار العمل
وشدد خبراء قانونيون وإعلاميون على خطورة إساءة استخدام مقاطع الفيديو خارج سياقاتها، مؤكّدين ضرورة التعامل المهني والحذر في بيئة العمل والمؤتمرات واللقاءات العامة، وخاصة عند التعامل مع جمهور واسع كالقطاع الرياضي
.انعكاسات الأزمة والمشهد القادم
أشار محللون إلى أن الأزمة تكشف عن طبيعة التحولات العميقة في مناخ العمل العام المصري، حيث لم يعد الموقف الرسمي أو التصريح مقتصرًا على القنوات الإعلامية التقليدية، وأصبحت لحظة عفوية قادرة على إشعال أزمة تهز الرأي العام وتؤثر على صور مؤسسات اقتصادية كبرى
. وفي الوقت نفسه، طالب البعض بتفعيل فلسفة التسامح المؤسسي وبناء ثقافة نقد هادفة بدلاً من خطاب الكراهية ومطاردة الأخطاء اللفظية
.في النهاية، تبقى أزمة يحيى أبو الفتوح نموذجًا لدروس التعامل بين كبار مسؤولي القطاع المصرفي والجماهير الرياضية في زمن سرعات النشر الهائلة، وبين ضغوط المساءلة الرقمية وضرورات إعادة الاعتبار، تتحرك مؤسسات كبرى اليوم بحذر سعياً لحماية السمعة وإعادة ضبط إيقاع الحوار العام










