في تطور دراماتيكي تصدر عناوين الصحف المصرية والعربية، أصدر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام قرارًا رسميًا بمنع ظهور كل من الإعلامية بسمة وهبة والإعلامية ياسمين الخطيب على الشاشات ووسائل الإعلام المختلفة لمدة ثلاثة أشهر، وذلك اعتبارًا من منتصف نوفمبر 2025، على خلفية مخالفات متعلقة بمحتوى منشوراتهما على وسائل التواصل الاجتماعي وما اعتبره المجلس خرقًا للضوابط والمعايير المهنية للإعلام
خلفية القرار وتفاصيل الحدث
قرر المجلس الأعلى للإعلام منع ظهور الإعلامية بسمة وهبة، التي كانت تقدم برنامجها على قناة “المحور”، والإعلامية ياسمين الخطيب، مقدمة البرامج على قناة “الشمس”، وذلك لارتكابهما مخالفات مهنية عن طريق نشر تدوينات ومواد إعلامية على حساباتهما في مواقع التواصل تتعارض مع القانون المصري رقم 180 لسنة 2018 ومعايير المجلس الأعلى
. جاء القرار بناءً على توصية لجنة الشكاوى، التي تابعت مواد نُشرت على حساب “إنستجرام” الرسمي لبسمة وهبة وحساب “فيسبوك” لياسمين الخطيب، تم اعتبارها إخلالًا بالأكواد المهنية وتهديدًا للمصلحة العامة ومخالفة للضوابط الإعلامية
.من بين الإجراءات المتخذة، تم توجيه إنذار رسمي لإدارة حساب بسمة وهبة على “إنستجرام” بسبب منشورات بها مخالفات قانونية، وأيضًا توجيه إنذار مماثل لياسمين الخطيب بسبب منشور على “فيسبوك” رآه المجلس متعارضًا مع القيم والمعايير المرعية في المشهد الإعلامي المصري
.أبعاد الأزمة وردود الفعللم تكن هذه هي الأزمة الأولى لكل من بسمة وهبة وياسمين الخطيب؛ فقد سبق أن تعرّضت ياسمين الخطيب لإيقاف مؤقت قبل عام تقريبًا بسبب استضافة مثيرة للجدل على إحدى شاشات القنوات الفضائية، ما عزز صورة الإعلاميات المثيرات للجدل في الإعلام المصري.
هذه القرارات جاءت ضمن سياق أوسع من تحركات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام لضبط الفوضى المتزايدة في بعض البرامج والتدوينات الإلكترونية، حيث شدد المجلس على ضرورة التزام جميع الإعلاميين بمنظومة القيم وعدم الاقتراب من مناطق الإساءة للمعتقدات أو التحريض على الفسق أو انتهاك الخصوصية الشخصية
.وقد باتت قضية حرية الرأي وخطوطها الحمراء مدار نقاش واسع عبر منصات التواصل، حيث انقسمت الآراء بين من اعتبر القرار دفاعًا عن المهنية وحماية للأخلاق وبين من رآه تضييقًا لمناخ الحريات الإعلامية ومبالغة في فرض القيود على الإعلاميات اللاتي عرفن بسخونة أطروحاتهِم ومتابعتهن العالية من الجمهور
.ما التالي في المشهد الإعلامي؟
لا يزال الغموض يحيط بخطط الإعلاميتين بشأن الرد الرسمي على القرار أو الاتجاه للطعن عليه قانونيًا، في وقت أكدت مصادر قريبة أن كلتيهما ستتوقف بالفعل عن الظهور التلفزيوني حتى انتهاء فترة الإيقاف، مع مراجعة جميع ما ينشر عبر حساباتهِم الشخصية منعًا لتكرار العقوبات
.ويستطيع القرار الذي صدر بحق بسمة وهبة وياسمين الخطيب، أن يفتح نقاشًا أوسع حول حدود حرية التعبير الإعلامي في مصر، وخاصة مع تصاعد دور وسائل التواصل الاجتماعي في ترويج آرائهم وإثارة الجدل حول البرامج التلفزيونية التقليدية
.خلاصة
تعد واقعة إيقاف بسمة وهبة وياسمين الخطيب واحدة من أقوى الضربات التنظيمية للمشهد الإعلامي المصري في 2025. وستظل القضية محل جدل مفتوح بين دعاة ضبط الفوضى الإعلامية والمدافعين عن الحريات، وسط ترقب لخطوات كل من الإعلاميتين في الفترة المقبلة، وهل تشهد الساحة تصعيدًا قانونيًا أم تهدئة لضبط بوصلة الخطاب الإعلامي في مصر










