عاد سعد الماضي، المواطن الأمريكي ذو الأصول السعودية (75 عامًا)، أخيرًا إلى الولايات المتحدة بعد أربع سنوات قضاها بين جدران السجون السعودية بسبب تغريدات نشرها على الإنترنت انتقد فيها سياسات المملكة وشؤونها الداخلية، مما جعله رمزًا لمعارك حرية التعبير وأحد أشهر عناصر التوتر الأمريكي السعودي في السنوات الأخيرة
.من الاعتقال إلى الإفراج: محطات حاسمةاعتُقل سعد الماضي عام 2021 عند وصوله إلى المملكة السعودية، وصدر بحقه حكم قضائي بالسجن لمدد تجاوزت 16 عامًا، بتهم تتعلق بنشاطه على مواقع التواصل الاجتماعي. ورغم الإفراج عنه في مارس 2023، ظل تحت وطأة حظر السفر على مدى أكثر من عامين
.في تطور مفاجئ خلال سبتمبر 2025، أصدرت المحكمة الجنائية العامة حكمًا جديدًا ضده بالسجن 3 سنوات، لكن الحكم لم يُنفّذ عمليًا بسبب كبر سنه، مع تمديد حظر السفر لثلاث سنوات إضافية تبدأ من تاريخ الإفراج الأخير. غير أن الضغوط الأمريكية المتزايدة، وخاصة أثناء زيارة ولي العهد السعودي إلى واشنطن مؤخرًا، عجّلت بصدور قرار ملكي برفع الحظر بالكامل، ليعود الماضي إلى واشنطن يوم الخميس 20 نوفمبر 2025
.تفاصيل العودة وأصداء القرار
رصدت عدسات الإعلام لحظات وصول الماضي إلى مطار فيلادلفيا بالولايات المتحدة، حيث استقبلته عائلته وسط أجواء من التأثر الشديد والامتنان للسلطات الأمريكية. أبرز ما ورد في تصريحات نجله إبراهيم الماضي: “أخيرًا، أستطيع الاحتفال بعيد الشكر بعد سنين الفراق التي واجهناها بسبب تغريدات فقط… والدعم الأمريكي كان الفارق في هذه المحنة”
.البعد السياسي والدبلوماسي
قرار رفع حظر السفر عن سعد الماضي جاء متزامنًا مع جهود دبلوماسية مكثفة وبروز علاقات وثيقة بين القيادة السعودية والإدارة الأمريكية، خاصة في ظل الزيارة الأولى لولي العهد محمد بن سلمان إلى واشنطن منذ عام 2018. الملف أثار اهتمامًا غربيًا بارزًا بوصفه اختبارًا لمعادلة المصالح بين الرياض وواشنطن، وسط تساؤلات حول حدود الإصلاح والانفتاح في المملكة
.الرأي العام وردود الفعل
لاقى نبأ الإفراج عن سعد الماضي ورفع حظر السفر تفاعلًا عربيًا ودوليًا، بين من رأى فيه مؤشرًا على تجاوب النظام السعودي مع الضغوط واحتياجات تحسين الصورة، ومن اعتبر ذلك انتصارًا محدودًا يُخفي خلفه تحديات قائمة أمام حرية التعبير. وعلّق إعلاميون ومراقبون بأن “نهاية القضية قد تفتح الباب لإعادة النظر في قضايا نشطاء آخرين لم يجدوا نفس الاهتمام الدولي”
.خلاصة وتحليل
يُعد تحرير سعد الماضي ورفع حظر السفر عنه انتصارًا رمزيًا لعائلته وأنصاره بعدما صار ملفه نموذجًا لتداخل السياسة بالقضاء، وضغط الرأي العام الأميركي على العلاقات مع السعودية. غير أن كثيرين اعتبروا أن القصة تكشف هشاشة هامش الحرية في دول المنطقة، مهما كان حجم التقدم السياسي أو الانفتاح المعلن
.ظل الماضي يردد في تصريحاته الأخيرة: “الحرية لا تقدر بثمن… تعلمت أن كلمة واحدة قد تقلب مصيرك رأسًا على عقب”. وتبقى قضيته علامة فارقة وسط سجال عربي ودولي متواصل، بين سطورها تفاصيل ما زالت تُكتب حتى اللحظة.










