كشف الباحث الإسرائيلي كوبي باردا عن خطة ترامب لإعادة رسم الشرق الأوسط مستفيدًا من رمزية غزوة خيبر، وتشمل غزة، إسرائيل، السعودية وتركيا ضمن تحالف إقليمي واسع حتى عام 2027
كشف الدكتور كوبي باردا، الباحث في التاريخ السياسي الأمريكي والجيوستراتيجية بمعهد حولون للتكنولوجيا، عن طموحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الشرق الأوسط، والتي تمتد حتى عام 2027، وتربط بين الملف الفلسطيني، التحالفات الإقليمية، والتكنولوجيا الحديثة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي.
ترامب وغزوة خيبر.. رمزية سياسية واستراتيجية
يرى باردا أن ترامب يستحضر رمزية غزوة خيبر عام 630م، في محاولة لتقديم نفسه كشخص قادر على “إغلاق الدائرة التاريخية” وإعادة دمج إسرائيل ضمن الإطار الإقليمي الإسلامي، مقدماً صورة احتفالية في البيت الأبيض قد تكون أهم من بنود الاتفاق نفسها.
ويربط الباحث هذا الطموح بالاستحقاقات الانتخابية الأمريكية، بما في ذلك محاولة استعادة النفوذ السياسي في انتخابات التجديد النصفي وحلم الحصول على جائزة نوبل للسلام.
نتنياهو بين الطموح الأمريكي والضغط الداخلي
تشير التحليلات إلى أن طموحات ترامب تمثل معضلة سياسية حادة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خصوصاً أن ترامب يشترط خطوات إسرائيلية نحو دولة فلسطينية أو على الأقل عملية سياسية رمزية.
ويرى باردا أن هذا قد يؤدي إلى:
• تصدعات داخل الائتلاف الحاكم في إسرائيل
• احتمال إجراء انتخابات مبكرة
• تغييرات كبيرة في المشهد السياسي الداخلي
ويخلص باردا إلى أن نتنياهو يقف أمام خيارين: الدفع بالثمن السياسي والمشاركة في المشروع الإقليمي الجديد، أو انتظار حكومة مستقبلية لتوقيع الاتفاق مع تراجع تأثير إسرائيل ضمن هذا الهيكل العالمي.
تحالف ترامب–ابن سلمان.. ما وراء الإعلام
يشير باردا إلى أن التحالف الأمريكي–السعودي يتجاوز اتفاقات الدفاع والطاقة وصفقات الأسلحة، ويقوم على محور الذكاء الاصطناعي كأداة لإعادة رسم العلاقات الدولية، بما في ذلك بناء سلسلة توريد مستقلة عن الصين تبدأ من التعدين وتمتد للطاقة الفائقة لمراكز البيانات.
ويعتبر محمد بن سلمان شريكاً أساسياً في هذا المشروع، بما يمتلكه من قدرة على سد فجوات الطاقة الضخمة ورغبة في تحويل المملكة إلى قوة عظمى في الذكاء الاصطناعي، لا مجرد مصدر تقليدي للنفط والغاز.
خطة غزة والممر الاقتصادي–التكنولوجي
بحسب تحليل NTD، تشمل خطة ترامب:
• إنهاء النزاع في غزة عبر إشراك 31 دولة عربية وإسلامية
• ترقية دور تركيا بقيادة أردوغان كقوة إقليمية محورية، بما في ذلك استقبال معتقلين فلسطينيين
• بناء ممر اقتصادي وتقني يربط السعودية ودول الخليج والأردن وإسرائيل بأوروبا، كبديل لمشروع “الحزام والطريق” الصيني
• المرحلة الثانية تتضمن اتفاق سلام موسع على غرار اتفاقات أبراهام، يشمل دولاً مسلمة مثل باكستان وإندونيسيا لتوحيد الدول السنية المعتدلة في مواجهة إيران
البعد الشخصي والديني لترامب
يشير باردا إلى أن ترامب يعتبر نفسه مبعوثاً إلهياً، ويستند إلى تجارب محاولة اغتياله والعقوبات السياسية السابقة، مؤكداً أن هذا الاعتقاد يمنحه قدرة على متابعة خططه الطموحة في إدارة الأزمات الكبرى.
الخلاصة
يخلص باردا إلى أن ما يحدث ليس مجرد صفقة سياسية، بل مشروع لإعادة تشكيل الخارطة الاستراتيجية والتكنولوجية والطاقة في الشرق الأوسط، حيث تلعب إسرائيل وتركيا والسعودية أدواراً محورية كمحاور لا يمكن الاستغناء عنها ضمن النظام الإقليمي الجديد الذي يسعى ترامب إلى بنائه حتى عام 2027.










