تصريحات ترامب المثيرة حول الحرب في أوكرانيا تشعل الجدل، بينما تشكك ألمانيا وأوروبا في إمكانية التوصل لاتفاق قبل الموعد النهائي، وسط محادثات جنيف التي تسعى لحماية مصالح أوكرانيا الوطنية وضمان سلام مستدام
الأحد 23 تشرين الثاني 2025
أثار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب جدلاً جديداً بتصريحاته حول الحرب في أوكرانيا، مؤكداً أن قيادة البلاد أظهرت “صفر امتنان” تجاه جهود الولايات المتحدة لإنهاء النزاع مع روسيا، وذلك في وقت تجري فيه مباحثات مهمة في جنيف بين وفود أمريكية وأوكرانية وأوروبية.
تصريحات ترامب
في منشور على منصة Truth Social، قال ترامب إن الحرب التي ورثها كانت “ينبغي ألا تحدث أبداً”، واصفاً إياها بـ”الخاسرة للجميع، خاصة ملايين الضحايا الذين قتلوا بلا داع”. وأضاف أن أوروبا لا تزال تشتري النفط الروسي، بينما تواصل الولايات المتحدة تزويد أوكرانيا بأسلحة ضخمة عبر حلف الناتو.
كرر ترامب تأكيده بأن الحرب كانت ستُمنع لو كان هو رئيساً في 2022، بدلاً من الرئيس الحالي جو بايدن، متهمًا إياه بالضعف القيادي.
موقف أوكرانيا
من جهته، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن هناك الآن تفاهماً على أن الخطة الأمريكية قد تأخذ بعين الاعتبار المصالح الوطنية لأوكرانيا، بعد انتقادات واسعة اعتبرت أن الخطة تميل لصالح روسيا. وأوضح زيلينسكي أن العمل مستمر لضمان أن تكون جميع البنود فعالة في تحقيق الهدف الأساسي للشعب الأوكراني: إنهاء الدماء والحرب.
وأضاف روستم أوميروف، وزير الدفاع الأوكراني السابق وأمين مجلس الأمن القومي، أن الوفد الأوكراني في جنيف يتوقع إحراز تقدم في المحادثات، مؤكداً أن المقترحات الحالية تشمل عديد الأولويات الأوكرانية وأن العمل على تعديلها مستمر.

الرد الأوروبي
أعرب المستشار الألماني فريدريش ميرز عن شكوكه في إمكانية التوصل لاتفاق قبل الموعد النهائي الذي حدده ترامب يوم الخميس، مؤكداً أن الفجوات الحالية بين المواقف تجعل تحقيق حل سريع صعباً. ورفض ميرز بنداً في الخطة يقضي بإعادة روسيا إلى مجموعة الـ8 الاقتصادية، معتبرًا أن الاتفاق يحتاج إلى ضمانات أمنية حقيقية.
من جهتها، شددت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين على أن حدود أوكرانيا لا يمكن تغييرها بالقوة، وأن أي قيود على حجم القوات الأوكرانية قد تجعل البلاد “عرضة لهجمات مستقبلية”، مؤكدة أن أي خطة سلام مستدامة يجب أن تضمن إنهاء القتل دون تمهيد لصراع جديد.

الدور التركي والتحركات الروسية
وصل ماركو روبيو وستيف ويتكوف ووزير الجيش الأمريكي دان دريسكول إلى جنيف لمتابعة المحادثات، حيث التقوا وفداً أوكرانياً برئاسة ييرماك، كما أجرى الأخير محادثات مع مسؤولين فرنسيين وألمان وبريطانيين.
في السياق ذاته، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه سيتواصل هاتفياً مع بوتين يوم الاثنين لمناقشة إنهاء الحرب وإعادة تفعيل اتفاقية مرور الحبوب عبر البحر الأسود، في محاولة للتخفيف من أزمة الغذاء العالمية الناتجة عن حصار الموانئ الأوكرانية
في المقابل، أفادت وزارة الدفاع الروسية بأن القوات الروسية سيطرت صباح الأحد على ثلاث قرى في منطقتي دنيبروبيتروفسك ودونيتسك، مما يضيف ضغطاً إضافياً على المفاوضات.
خلفية الخطة الأمريكية
الخطة الأمريكية المقترحة، والتي تضم 28 بنداً، واجهت انتقادات واسعة لكونها تبدو منحازة لمواقف موسكو القصوى، بما في ذلك قيود على انضمام أوكرانيا لحلف الناتو وحجم قواتها المسلحة. كما أثار مصدر دبلوماسي تساؤلات حول أصل صياغة الخطة، حيث رجحت تقارير أن نصها الأساسي جاء من موسكو.
يُذكر أن ترامب أعلن أن الموعد النهائي الخميس ليس “العرض النهائي”، وأن تمديد المفاوضات ممكن إذا سارت الأمور بشكل جيد.
التحديات والمخاطر
يشير المراقبون إلى أن قبول الخطة كما هي قد يقوض سيادة أوكرانيا ويضع سابقة خطيرة على المستوى الدولي، كما تحظر أي قوات حفظ سلام غربية في البلاد وتحدد مواقع الطائرات الحليفة في الناتو، بينما يحاول بوتين إعادة الوضع الأمني الأوروبي إلى ما قبل 30 عاماً.
في الوقت نفسه، يواجه زيلينسكي معضلة صعبة بين حماية مصالح بلاده أو فقدان دعم حليف رئيسي مثل الولايات المتحدة، فيما يستمر في السعي للحل الدبلوماسي مع إدارة أمريكية مشوشة تسعى لإنهاء الصراع بشروط روسيا القاسية.
آمال أوكرانيا
أعرب زيلينسكي عن أمله في تحقيق “نتيجة إيجابية” من محادثات جنيف لإنهاء إراقة الدماء، مشدداً على أهمية التعاون البناء بين الفرق الأوكرانية والأمريكية والأوروبية، لضمان وقف الحرب ومنع اندلاعها مجدداً.










