قيادي بحزب الله الشيخ علي دعموش يحذر إسرائيل من رد قوي بعد اغتيال قائد الجيش هيثم علي طبطبائي في غارة جوية على ضواحي بيروت، مؤكدًا أن الحزب لن يقبل أي حلول دبلوماسية ما لم تلتزم إسرائيل بوقف إطلاق النار، وسط تحذيرات من تصعيد محتمل في لبنان والمنطقة.
بيروت – 24 نوفمبر 2025:
تصاعدت حدة التوترات في لبنان والمنطقة بعد اغتيال قائد الجيش في حزب الله، هيثم علي طبطبائي، الذي قُتل أمس في غارة جوية إسرائيلية استهدفت ضواحي بيروت الجنوبية، في أول عملية مباشرة ضد قيادات الحزب منذ يوليو الماضي. وأكد الحزب أن طبطبائي كان أحد القادة الرئيسيين الذين أشرفوا على العمليات العسكرية للمجموعة في لبنان وسوريا، ما يجعل اغتياله ضربة استراتيجية كبيرة.
شهدت جنازة طبطبائي حضورًا واسعًا لمقاتلي الحزب وأنصاره، الذين رفعوا أعلام الحزب وهتفوا شعارات تؤكد التمسك بالمقاومة واستعدادهم للرد على اغتياله. وقال الشيخ علي دعموش، رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، في كلمة أمام الحشود:
“الصهاينة يجب أن يقلقوا، لأنهم ارتكبوا جريمة جسيمة بحق المقاومة وبحق لبنان.”
وأضاف دعموش أن أي مقترحات دبلوماسية لن تكون مطروحة على جدول أعمال الحزب طالما لم تلتزم إسرائيل باتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين الطرفين في نوفمبر الماضي، مؤكدًا أن الالتزام بالهدنة هو شرط أساسي لأي تفاهمات مستقبلية.
وأشار إلى الضغوط الأمريكية والدولية على الحكومة اللبنانية لتفكيك قدرات حزب الله وفق الاتفاق، قائلاً:
“واجب الدولة حماية مواطنيها وسيادتها. على الحكومة وضع خطط عملية لذلك ورفض كل الضغوط والابتزازات الخارجية.”

الجنازة تحولت إلى رسالة سياسية وعسكرية في آن واحد، إذ أظهرت قوة الحزب واستعداده لأي رد محتمل، وسط شعور بالغضب والاستنكار من جانب أنصاره، الذين رأوا في اغتيال طبطبائي تجاوزًا خطيرًا على سيادة لبنان وقياداته العسكرية.
ويُعتبر طبطبائي، المولود في بيروت عام 1968، أحد أركان حزب الله العسكريين منذ الثمانينيات، وقد شغل مناصب قيادية في قوات الردوان الخاصة وقيادة العمليات في سوريا واليمن، كما كان مسؤولًا عن تعزيز قدرات الحزب العسكرية ومراقبة الاستراتيجية العسكرية بعد اغتيال معظم قياداته العليا في 2024.
العملية الإسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية بعشرات الصواريخ، ما أدى إلى مقتل طبطبائي وأربعة عناصر آخرين من الحزب، مع وقوع عدد من الجرحى وتضرر المباني المجاورة، وفق ما أفاد مراسلو وكالة الأنباء الفرنسية والمصادر المحلية.
وجاءت الغارة في سياق تصاعد الهجمات الإسرائيلية ضد حزب الله، الذي اتهمت إسرائيل بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار وإعادة بناء قدراته العسكرية، فيما تعهدت إسرائيل بالرد على أي تهديد محتمل.
ويعكس اغتيال طبطبائي أول مواجهة حقيقية بين إسرائيل وحزب الله منذ العام الماضي، ما يفتح الباب أمام احتمالات تصعيد أمني وعسكري في جنوب لبنان ومناطق حدودية أخرى. مراقبون دوليون وحلفاء إقليميون يحذرون من أن الرد العسكري للحزب قد يشمل صواريخ دقيقة واستهداف مواقع إسرائيلية استراتيجية، مع استمرار التوترات بين الطرفين.










