ثوران بركان إثيوبيا يهدد برفع أسعار القات في اليمن وجيبوتي،أثار ثوران بركان هيلي غوبي (Hayli Gubbi) في منطقة عفر الإثيوبية، يوم 23 نوفمبر 2025، مخاوف واسعة من تداعيات اقتصادية وزراعية تمتد خارج حدود إثيوبيا، وصولًا إلى اليمن وجيبوتي اللتين تعتمدان بشكل كبير على واردات القات الإثيوبي.
ويعد ثوران بركان إثيوبيا هو الأول لبركان هيلي غوبي منذ ما يقرب من 10–12 ألف عام، ما يجعله حدثًا جيولوجيًا نادرًا لكن ذا تأثيرات إقليمية متسارعة، وفي مقدمتها تجارة القات.
تفاصيل ثوران بركان إثيوبيا
بدأ النشاط البركاني عند الساعة 8:30 صباحًا بتوقيت غرينتش في منطقة عفر، جنوب شرق سلسلة إرطا عالي، على بعد نحو 800 كم من أديس أبابا وقرب الحدود الإريترية. البركان من النوع الدرعي بارتفاع يقارب 500 متر، ويقع في أكثر مناطق العالم نشاطًا تكتونيًا عند التقاء الصفيحتين العربية والأفريقية.
أرسل الثوران سحبًا ضخمة من الرماد وصلت إلى ارتفاع 14 كيلومترًا (45 ألف قدم)، مصحوبة بانبعاثات كثيفة من ثاني أكسيد الكبريت.
وبحسب مركز التحذير من الرماد البركاني في تولوز (VAAC)، فإن الرماد منخفض الارتفاع يتجه مباشرة نحو جيبوتي واليمن، والسحب العليا تتحرك شرقًا نحو عُمان والهند وباكستان.
ورغم عدم تسجيل خسائر بشرية، فإن المنطقة المنكوبة نائية، ما يجعل تقييم الأضرار تحديًا كبيرًا.
تأثيرات أولية في اليمن وجيبوتي
أصدرت السلطات الصحية في صنعاء والحديدة وتعز تحذيرات بشأن تلوث الهواء بالرماد الدقيق، فيما تأخرت بعض الرحلات الجوية بسبب مخاطر الرماد على محركات الطائرات.
وفي جيبوتي، لوحظ تراجع مستوى الرؤية وارتفاع تركيز الجسيمات العالقة، وسط توقعات بتأثيرات على الزراعة المحلية إذا استمر تساقط الرماد.
ثوران بكان إثيوبيا وتهديد مباشر لأسعار القات
يُعد القات من المحاصيل الحساسة جدًا للتغيرات المناخية والبيئية، إذ يجب حصاده بشكل يومي لضمان جودته. وتعتمد اليمن وجيبوتي على الإنتاج الإثيوبي بنسبة تتجاوز 70% — بينما تصل نسبة اعتماد اليمن وحدها على القات الإثيوبي إلى 80%.
كيف يُهدد الرماد محصول القات؟
وفق خبراء زراعيين، فإن الرماد البركاني يؤدي إلى تلف أوراق القات وتقليل قدرة النبات على التمثيل الضوئي، وتلوث التربة والمياه، ما قد يخفض الإنتاج بنسبة 20–30% في المناطق الأقرب لمسار الرماد.
وكذلك إبطاء عمليات النقل، بسبب تعطيل الطرق والمطارات، وتشير سوابق تاريخية إلى أن الرماد الناتج عن ثوران “إيكيمبي” عام 2021 ألحق أضرارًا مشابهة بمحاصيل القات.
أسعار مرشحة للارتفاع
تقديرات أولية تشير إلى احتمال، ارتفاع أسعار القات في اليمن بنسبة 15–25% خلال الأيام أو الأسابيع المقبلة.
وارتفاع أكبر في جيبوتي، حيث ترتبط الأسعار اليومية مباشرة بجداول الشحن من إثيوبيا.
وفي اليمن، يقدَّر سوق القات بحوالي 2 مليار دولار سنويًا، ويستهلكه نحو 70% من الرجال، ما يجعل أي اضطراب في الإمداد ذا تأثير اجتماعي واسع.
أثر إقليمي: بحر العرب والقرن الإفريقي
يرجّح خبراء الأمم المتحدة أن تتداخل آثار الثوران مع مسارات الشحن والتجارة عبر بحر العرب، وخليج عدن، مضيق باب المندب، وتأخر الشحنات قد يؤدي إلى زيادة مؤقتة في الأسعار تصل إلى 20%.
وهو ما قد يحد من تدفق القات وغيره من السلع الزراعية، ويُفاقم الضغوط الاقتصادية في المنطقة.
كما يُخشى أن تتعرض مزارع في جيبوتي للتلوث بالرماد، ما قد يعيد سيناريو احتجاجات 2019 التي اندلعت بسبب ارتفاع أسعار القات.
لكن سوق القات في اليمن وجيبوتي سيظل مضطربًا حتى عودة سلاسل الإمداد إلى طبيعتها.
ثوران هيلي غوبي ليس حدثًا جيولوجيًا معزولًا، بل تطور يحمل تداعيات اقتصادية واجتماعية ملموسة على اليمن وجيبوتي.
فبينما تتعامل إثيوبيا مع تحدياتها البيئية المباشرة، تواجه الدول المجاورة ارتفاعًا محتملاً في أسعار القات واضطرابات في سلاسل الإمداد، مما يضيف طبقة جديدة من الضغط على اقتصادات هشة أصلًا.










