تواصل أخبار الملك توت عنخ آمون جذب الأنظار عالميًا مع احتفالية مرور 103 أعوام على اكتشاف مقبرته، تزامنًا مع افتتاح معرضه الضخم في المتحف المصري الكبير بمنطقة الجيزة، حيث تُعرض المجموعة الكاملة لآثار “الفرعون الذهبي” لأول مرة في تاريخ مصر الحديث
. يشمل المعرض أكثر من 5300 قطعة أثرية ذهبية وخشبية، بينها القناع والتابوت الذهبي والعرش وكنوز المقبرة الأسطورية التي حوّلت قصة الفرعون الصغير إلى رمز خالد للحضارة المصرية عبر العصور
.فعاليات ومعارض دولية تحتفي بكنوز الملكشهد شهر نوفمبر 2025 سلسلة من الفعاليات بمصر والخارج، منها انطلاق معرض “توت عنخ آمون: المعرض الغامر” في لندن والذي يقدم للزوار رحلة تفاعلية باستخدام أحدث تكنولوجيا الواقع الافتراضي لاستكشاف أسرار المقبرة
. كما تصدّرت آثار الملك العناوين في العديد من المتاحف الكبرى، خاصة بعد نقل المجموعة الكاملة إلى الجيزة واستقبال الزوار مع عروض مرئية ومؤتمرات توثق تطوّر عمليات الصيانة والحفظ لهذه الكنوز النادرة
وساهمت وزارة السياحة والآثار المصرية في الترويج للسياحة الثقافية بإطلاق جولات تعليمية وحلقات نقاش للباحثين والطلبة حول أحدث دراسات المقبرة وتاريخ الاكتشافات
.اكتشافات وبحوث جديدة تضيف لأسرار الفرعونبرزت قطع أثرية نادرة خلال الأسابيع الأخيرة، منها جزء من عقد فرعوني قديم يحمل صورة وجه الملك، ويكشف أسرارًا حول طقوس النخبة ومظاهر الولاء داخل القصر الملكي في عهد توت عنخ آمون
. هذه المكتشفات الجديدة تدعم أبحاث علماء المصريات حول الحياة اليومية داخل العائلة الملكية والتقاليد الاجتماعية والدينية التي أحاطت بتوت عنخ آمون منذ ولادته حتى وفاته في سن الشباب
. وقد كشفت أعمال الترميم الحديثة أن المقبرة في حالة جيدة، رغم انتشار شائعات أجنبية عن وجود تصدعات جدارية وانهيارات، الأمر الذي نفته وزارة السياحة والآثار رسمياً مؤكدة سلامة اللوحات والرسومات بعد فحوص علمية دقيقة بإشراف مركز حفظ أمريكي
.تاريخ الاكتشاف وأهمية المجموعة الكاملةيُعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون عام 1922 نقطة تحول كبرى في علم المصريات؛ حيث لم يكن يتوقع العالم آنذاك العثور على مقبرة ملكية كاملة تضم 3498 قطعة أثرية أصلية متراصة بإبداع في غرف صغيرة بالبر الغربي للأقصر
عثر عالم الآثار هاورد كارتر على عتبة المقبرة مصادفة ثم استكمل الحفر مع عمال مصريين حتى ظهرت الغرفة الأمامية المزينة بالتماثيل الذهبية والأسلحة والعروش والتوابيت والمجوهرات
. وكان التابوت الداخلي للملك مصنوعًا بالكامل من الذهب ويزن 110 كجم، إضافة إلى مومياء الملك المحاطة بأكثر من 100 قطعة حلي، من ضمنها التاج والعصا والصناديق الملكية الفاخرة
. ومنذ ذلك الحين، أصبح “الفرعون الذهبي” عنوانًا عالميًا للهوية المصرية يدر ملايين الزوار ويشكل محورًا للبحوث والدراسات.معرض المتحف المصري الكبير 2025 وأثره على التراث العالميافتتح المتحف المصري الكبير قاعة عرض توت عنخ آمون بمساحة 7000 متر مربع، ليعرض المجموعة الكاملة التي كانت منتشرة في مخازن متحف التحرير والأقصر
. أشاد مراقبون وخبراء التراث بسرعة إنجاز تصميم القاعة وجودة الترميم الحديثة التي جعلت المعرض وجهة سياحية لا مثيل لها وأهم هدية مصرية للتراث الإنساني
. وبيّن المرمم الأثري وليد مصطفى أن عرض جميع مقتنيات الملك دفعة واحدة يمنح الزوار والعلماء فرصة غير مسبوقة لفهم حياة الملك وأسرار عصره من خلال المجوهرات والأثاث والأسلحة التي عاشت معه منذ الطفولة
.ردود الفعل الدولية والشعبيةتستمر ردود الفعل الأجنبية والمحلية بالإشادة بـ”الفرعون الذهبي”، حيث نظم فنانون إيطاليون أغنية احتفاءً بالمقبرة التي أدهشت ملايين الزوار حول العالم، بينما حرص وفود سياسية وسياحية من أوروبا وآسيا على زيارة المتحف المصري الكبير ومتابعة تطور العرض التقني للكنوز
. ويُعد قناع الملك الذهبي أشهر قطعة أثرية معروضة في العالم؛ إذ يزن 11 كجم من الذهب الخالص ويبرز عبقرية قدماء المصريين في فنون النحت والصياغة
.










